دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في بيانٍ لها، شعوب المنطقة العربية لمساءلة حكامها حول مواقفهم مما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية، من مجازر جماعية، وتدمير شامل على أيدي قوات الغزو والاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الجبهة الديمقراطية لم يعد خافياً أن شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة يتعرض لحرب إبادة جماعية بالقتل العمد عبر الطائرات الحربية، والمدفعية الثقيلة، والإعدامات الجماعية للرجال والشباب، كما يتعرض لحرب إبادة جماعية، من خلال تدمير المستشفيات والمراكز الطبية، لحرمان الجرحى والمصابين من العلاج، والحكم على المرضى بالموت المحتم لإنتفاء الأدوية والأدوات الضرورية لإنقاذ حياتهم ، بما في ذلك تدمير خزانات الأوكسجين، والوقود، وفرض الحصار على مراكز الإيواء، وتدميرها فوق النازحين إليها، إلى جانب حصار محكم على كامل قطاع غزة، وحرمان السكان من لقمة العيش، وقطرة الماء.
وأضافت الجبهة الديمقراطية إلى جانب حربه الوحشية ضد شعبنا، بأساليب الموت المختلفة، لا يكف نظام التمييز العنصري، والتطهير العرقي في إسرائيل، عن مناصبة وكالة الغوث (الأونروا) العداء، والتضيق عليها، واللجوء إلى سن قوانين في الكنيست، ومنعها من النشاط في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في خطوة إضافية لحرمان أبناء شعبنا اللاجئين وعموم أبناء القطاع من خدمات وكالة الغوث، وإعلان سافر عن العداء الإسرائيلي للأمم المتحدة ومؤسساتها الدولية، وفي مقدمتها وكالة الغوث بما ترمز إليه من معانٍ سياسية وقانونية، من شأنها أن تكرس عدالة قضية اللاجئين وحقهم في العودة إلى ديارهم وأملاكهم.
وتساءلت الجبهة الديمقراطية عن أسباب الصمت الرسمي العربي، بينما مسؤولون في الأمم المتحدة وباقي المنظمات الدولية، وكذلك وزراء خارجية لدول أوروبية لا يكفون عن التحذير من خطورة ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة من أعمال عدوانية، تؤدي إلى سقوط مئات الضحايا والشهداء يومياً، وكأن الأوضاع الدموية في قطاع غزة والضفة الغربية، باتت تشكل بالنسبة للحكام العرب مشهداً عادياً لا يثير لديهم أي إحساس بالمسؤولية نحو شعب يدافع عن حقه المشروع في حياة حرة، وصون كرامته الوطنية.
وخطّأت الجبهة الديمقراطية كل من يعتقد من العالم العربي أن شعبنا الفلسطيني يخوض معركته الخاصة ضد الاحتلال والغزو الإسرائيلي، وأكدت أن صمود شعبنا ورفضه مشاريع الهيمنة بقوة الرصاص والمدفع، إنما يشكل في الوقت نفسه دفاعاً عن سيادة الدول العربية المجاورة لفلسطين التي يخطط العدو الإسرائيلي لإغراقها بالنازحين واللاجئين من قطاع غزة والضفة الغربية وأراضي الـ 48.
كما أكدت الجبهة الديمقراطية أن تمسك شعبنا بوكالة الغوث، ونضاله ضد كل ما تتعرض له من حصار يندرج في الوقت نفسه، دفاعاً عن حقه في العودة إلى دياره، ورفض التوطين في أي مكان، وخاصة الدول العربية المضيفة، ما يعني في السياق نفسه دفاعاً عن سيادة هذه الدول.
ودعت الجبهة الديمقراطية شعوبنا العربية، لتحمل مسؤولياتها الوطنية والأخوية، تجاه شعبنا الفلسطيني، في المواجهة الشاملة ضد الاحتلال والغزو الإسرائيلي للتحرك الفاعل والمؤثر، والضغط عل حكامها العرب من أجل أن يتحملوا مسؤولياتهم نحو شعبنا الفلسطيني في معركة الدفاع عن مستقبل المنطقة، بما في ذلك مستقبل شعوبهم، والسيادة الوطنية لبلادهم، وقطع الطريق على مشروع التغول الإسرائيلي الذي أطلقه مؤخراً رئيس حكومة الفاشية الإسرائيلية، حين صرّح مع بداية حربه على لبنان أنه ينوي «إعادة بناء الشرق» بما يخدم مصالح المشروع الاستعماري الاستيطاني.
وختمت الجبهة الديمقراطية بالتأكيد أن لجوء شعوبنا العربية إلى كل أشكال المقاومة للمشروع الصهيوني، والضغط على حكامها العرب، هو السبيل لتعزيز الطريق نحو النصر ليس في فلسطين وحدها بل في عموم منطقتنا العربية.