الجبهة الشعبية: ذكرى الانطلاقة عهد متجدد لمواصلة المقاومة ومواجهة مشاريع الضم والتهويد والمخططات الاستعمارية
في مثل هذا اليوم من عام 1967، شقت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين طريقها كحزبٍ ثوري مقاتل طليعي صاعد من عمق نكبة ونكسة شعبنا، لترسم معالم مشروع وطني تحرري قائم على المقاومة والنضال من أجل تحرير الأرض والإنسان.
وقد انطلقت الجبهة بفكرها الجذري وثوابتها النضالية التي زرعها قادتها المؤسسون/ الدكتور جورج حبش ووديع حداد وأبو علي مصطفى وغسان كنفاني وأبو ماهر اليماني وجيفارا غزة وأبو أمل وأبو منصور، وثُلة من الرموز والقيادات والمقاتلين الثوريين الذين لم يتراجعوا أمام أعتى التحديات.
وفي هذه المناسبة نستذكر اليوم بإجلال واعتزاز تضحياتهم وتضحيات قوافل الشهداء الذين عبدوا طريق الحرية بدمائهم وفي مقدمتهم الرفاق الذين ارتقوا شهداء مؤخراً في معركة طوفان الأقصى وفي مقدمتهم الرفيق نضال عبد العال عضو المكتب السياسي وإسماعيل سالم، وعوض السلطان وعماد عودة وأم الأمير العيلة وخالد المحتسب وقائمة طويلة من الرفيقات والرفاق الشهداء.
كما نجدد عهد الوفاء والتحرير لأسيراتنا وأسرانا البواسل وفي مقدمتهم الرفيق الأمين العام القائد أحمد سعدات ورفاقه وجميع الأسرى الذين يُجسدون ملحمة صمود في زنازين الاحتلال.
ونوجه تحية فخر واعتزاز إلى أبطال المقاومة في غزة وفي مقدمتهم مقاتلينا في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الذين يواصلون يخوضون معركة استنزاف طويلة الأمد ضد جنود الاحتلال.
ونوجه التحية لجماهير شعبنا في الضفة وغزة والقدس والشتات، الذين يواصلون الصمود رغم الحصار والدمار.
كما نثمن تضحيات جبهات الإسناد المختلفة في لبنان واليمن والعراق، ودورها المحوري في دعم مقاومة شعبنا.
ونحيي الحركات الجماهيرية العالمية التي وقفت مع شعبنا في العواصم والمدن، مطالبة بوقف العدوان وإنهاء الاحتلال.
جماهير شعبنا..أبناء أمتنا العربية... يا أحرار العالم
يشن الاحتلال الصهيوني حرباً شاملة تهدف إلى اقتلاع شعبنا من أرضه ومحو هويته من حرب إبادة وتطهير عرقي واستيطان وحصار وتدمير، وأمام جملة من التطورات والتحديات التي تعصف في العالم والمنطقة والإقليم، والإصرار الأمريكي والغربي على دعم وتمويل حرب الإبادة، وعلى إعادة استحضار المشاريع الاستعمارية القديمة.
إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبمناسبة الانطلاقة، وفي ضوء هذه التطورات الهامة، نؤكد على التالي:
1. التمسك بالمقاومة كخيار استراتيجي وكطريق للتحرير هو السبيل الوحيد لمواجهة حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على أرضنا وشعبنا خصوصاً في قطاع غزة الذي يتعرض لتصعيد غير مسبوق في التطهير العرقي والقتل والتدمير، والضفة المحتلة التي تواجه تصعيداً في العدوان ومشاريع الاستيطان والضم والتهويد.
2. وقف العدوان وكسر الحصار وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال وعودة النازحين هي أولويات وطنية ملحّة، يجب أن تترافق مع الحفاظ على المقاومة بكافة أشكالها، ومواصلة العمل لملاحقة ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق شعبنا.
3. إن جهود ترتيب البيت الفلسطيني لن تتحقق إلا من خلال حوار وطني شامل يضع المصلحة العليا لشعبنا فوق كل اعتبار، ويضمن مشاركة جميع الأطياف بعيداً عن التفرد أو الإقصاء، و يفضي الي استراتيجية وطنية متفق عليها .
4. تنسيق الجهود و المواقف الوطنية لإفشال المخططات المشبوهة لإدارة القطاع ، مع التأكيد على أن مستقبل قطاع غزة هو شأن فلسطيني داخلي، وأن شكل الحكم يحدده شعبنا ومن خلال توافق وطني وبعيداً عن أي تدخلات خارجية.
5. إن التضحيات الكبيرة التي قَدمتّها المقاومة خلال معركة طوفان الأقصى خاصة في الصف الأول من القيادة وخيرة مقاوميها لن تثني فصائل المقاومة عن خط المقاومة، بل ستزيدها إيماناً بضرورة الاستمرار في المقاومة والتصدي للاحتلال، فالمعركة طويلة ومؤلمة، وأن طريق التحرير ليس مفروش بالورود، والاحتلال لن يسقط بالضربة القاضية، بل بمراكمة ضربات المقاومة .
6. مواجهة المخططات والمشاريع التصفوية والتي يسعى الاحتلال إلى حسمها او فرضها عبر جرائم الإبادة والتطهير العرقي والضم والتهجير، وخلق معازل منفصلة عن بعضها البعض، وهذا بحاجة إلى تصعيد كل أشكال المقاومة، وإلى جهود ميدانية وسياسية مكثفة للتصدي لهذه المخططات، وأي تحركات دولية يجب أن تنسجم مع القرارات الدولية المنصفة لشعبنا، ومع التحولات في الرأي العام الدولي تجاه القضية الفلسطينية، وتنفيذ قرارات محكمة الجنايات الدولية. > كتائب الشهيد أبو علي مصطفى | عاجل: 7. نحذر من المخططات الاستعمارية الجديدة التي تقودها الإدارة الأمريكية، والتي تهدف إلى إعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة على أسس تقسيم المقسم وإغراقها في صراعات لا تنتهي، والهادفة إلى إنهاء القضية الفلسطينية تدريجياً، وتكريس الاحتلال كأمر واقع، وتعزيز هيمنته على شعوب ودول المنطقة، وإن التصدي لهذه المخططات يتطلب وعياً موحداً، وجهداً مشتركاً لإفشال هذه السياسات.
8. نؤكد وقوفنا إلى جانب الشعب السوري في حقه بتقرير مصيره، ورفضنا لأي تدخلات تمس سيادته ووحدة أراضيه، وندين العدوان الصهيوني المتكرر على سوريا، والذي يأتي ضمن مخطط لتفتيت دول المنطقة وإضعاف قوى المقاومة. إن حماية سوريا ووحدتها هي مسؤولية كل أحرار العالم.
يا جماهير شعبنا..
إن هذه التحديات الكبيرة لن تثنينا عن التمسك بحقوقنا، ولن تدفعنا إلى التراجع عن خط المقاومة، بل تزيدنا إيماناً بضرورة تصعيد نهج الكفاح المسلح لمواجهة الاحتلال ومخططاته.
نعاهد جماهير شعبنا والشهداء وأحرار العالم على مواصلة الطريق الذي شقته دماء الشهداء، وصمود الأسرى، وكفاح الأجيال المتعاقبة
نؤكد أن التحرير قادم لا محالة، وأن فلسطين من نهرها إلى بحرها ستُحرر بسواعد مقاتلي وثوار شعبنا
المجد للشهداء..الحرية للأسرى..النصر لشعبنا ومقاومته