متابعة للمقالتين السابقتين من ضمن هذه السلسلة التي اخترت لها هذا العنوان: (كيف نفهم الموقف الأمريكي)، وبعد أن بيّنتُ في تلك المقالتين ماهية الصهيونية المسيحية، ومن أين تنبع جذورها، وماهي الخطوط العامة لبرنامجها السياسي، أواصل الكتابة عنها عبر هذه الفقرات التابعة للفقرات الأربع التي وردت في المقالة الثانية كي نحسن التعرف على جذور الموقف الرسمي السياسي الأمريكي:
5- تدعو الصهيونية المسيحية إلى دعم مطلق للمؤسسة الإسرائيلية: وفي ذلك يقول سايزر في ص22 من كتابه: (إن الصهيونية المسيحية هي بشكل أساسي الدعم المسيحي للصهيونية. تلخص “كريس هالسل” رسالة الصهيونيين المسيحيين كالتالي: (كل عمل تقوم به إسرائيل هو من ترتيب الله وتصميمه، ولذا بجب علينا أن نتغاضى عنه وندعمه ونقدم المدح والثناء له)، وكشاهد لهذا الموقف (… وفي آذار/ مارس 1985 تحدث فولويل أمام الاجتماع الحاخامي المحافظ في ميامي وتعهد (بتجنيد 70 مليون مسيحي محافظ لدعم إسرائيل) – سايزر -. (وعندما قصفت إسرائيل المفاعل النووي العراقي عام 1981، اتصل بيغن هاتفيا بفولويل قبل أن يتصل بالرئيس ريغان، وطلب منه أن (يشرح لعامة المسيحيين أسباب هذا القصف)- سايزر.
6- إصرار الصهيونية المسيحية على مقولة (إسرائيل الكبرى): (في المؤتمر العالمي الثالث للصهيونيين المسيحيين الذي عُقد في القدس في شباط/ فبراير 1996 وتحت رعاية السفارة المسيحية الدولية في القدس، أصدر حوالي 1500 مندوب من 40 دولة بالإجماع ودون أي تردد أو رهبة، بيانا صريحا تأكيدا لمعتقدات الصهيونية المسيحية جاء فيه: (… وبموجب التوزيع الذي أعطاه الله للأمم فإن أرض إسرائيل أعطيت للشعب اليهودي كملك أبدي وذلك بعهد أبدي. إن للشعب اليهودي الحق المطلق لامتلاك الأرض والسكن فيها، بما فيها يهودا والسامرة وغزة والجولان)- سايزر.
7- إصرار الصهيونية المسيحية على مقولة (شعب الله المختار): (يؤمن الصهيونيون المسيحيون بناء على قراءتهم الحرفية للعهد القديم بأن اليهود سيبقون “شعب الله المختار” ويتمتعون بعلاقة فريدة معه، وبمكانة فريدة أمامه، وبأهداف أبدية ضمن أرضهم الخاصة بهم، بدون ارتباط بأية وعود أعطيت للكنيسة)- سايزر.
8- إصرار الصهيونية المسيحية على مقولة (القدس الكبرى): (إنَّ جوهر الدعم الصهيوني المسيحي لادّعاء إسرائيل ومطالبتها بالأراضي المحتلة هو القناعة بأن القدس هي العاصمة اليهودية غير المجزأة والمقتصرة على اليهود فقط ويجب أن تبقى هكذا. إنَّ المحاولات التي بُذلت للتوصل إلى اتفاقية لحل النزاع العربي الإسرائيلي قد تعطلت أو تعثرت بسبب المكانة النهائية للقدس. يعارض الصهيونيون المسيحيون بقوة أي مشروع للسيادة المشتركة، أو لإنشاء عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية)- سايزر.
9- الإصرار على بناء الهيكل: (إنَّ ليندسي يمثل كثيرين من الصهيونيين المسيحيين المقتنعين أنَّه سيعاد بناء الهيكل اليهودي ثانية عن قريب. ويقول في هذا السياق: (سواء كانت هناك عقبات أم لا، من المؤكد أنه سيعاد بناء الهيكل ثانية. إنَّ النبوات تستدعي هذا… إنَّ العلامة الأكثر أهمية لمجيء المسيح القريب تبدو واضحة أمامنا بسبب ولادة الشعب اليهودي ثانية في أرض فلسطين، وبسبب السيطرة اليهودية الكاملة على أورشليم القديمة لأول مرة منذ 2600 سنة، وبسبب الحديث عن إعادة بناء الهيكل)- سايزر.
10- الإصرار على دعم الاستيطان: (إنَّ الصهيونيين المسيحيين لم يتخذوا موقفا واضحا من تبرير الاستيطان الإسرائيلي غير القانوني في الضفة الغربية فحسب، بل إن برنامج التبني الخاص بهم يهدف أيضا إلى أن يكون الواسطة التي تُعطى بموجبها المساعدة المالية والدعم للمستوطنين)- سايزر.
11- الإصرار على دعم الهجرة: (منذ عام 1980، أخذ تحالف من الوكالات الصهيونية المسيحية المبادرة في تشجيع الشعب اليهودي على الهجرة إلى إسرائيل لأنهم اعتبروا هذه الهجرة تحقيقا للنبوات.. كانت وكالة Exobus أول وكالة صهيونية مسيحية حوّلت عقيدة العودة إلى واقع ملموس وساعدت اليهود في الإتحاد السوفيتي السابق على العودة إلى فلسطين… كما أن هذه الوكالة هي أكبر وكالة مسيحية تسهل عودة اليهود، وتتألف من 80 فريقا من 13 دولة، ولديهم 40 ناقلة تنقل 1200 يهودي تقريبا بالبر من 16 قاعدة مختلفة في الإتحاد السوفيتي السابق كل شهر. ومنذ عام 1991 دفعت السفارة المسيحية الدولية في القدس أجور نقل 40 ألف مهاجر حيث ذهب 15 ألفا منهم إلى إسرائيل على طائرات كانت السفارة دولية تتحمل نفقاتها)- سايزر.
12- الإصرار على رحلات التضامن مع المؤسسة الإسرائيلية: (وظهر تأثير الصهيونيين المسيحيين أيضا في تنمية علاقة وثيقة مع إسرائيل عن طريق تسهيل رحلات التضامن إلى الأراضي المقدسة)- سايزر- (بيد أن نجاح إسرائيل الكبير كان تجنيد قادة إنجيليين أميركيين مثل بات بون وجيري فالويل كحلفاء لها في الترويج لرحلات التضامن المؤيدة لها)- سايزر . > Muath Alfudailat: 13- الإصرار على نفي وجود الشعب الفلسطيني: (إنَّ دفاع الصهيونيين المسيحيين عن أمن إسرائيل غالبا ما يقود إلى عدم إعطاء الفلسطينيين الحقوق الإنسانية الأساسية نفسها التي للإسرائيليين. وحتى أن البعض منهم لا يرغبون بالاعتراف بوجود الفلسطينيين كشعب مميز)- سايزر-. (وفي أيار/ مايو 2002 أذاع ديك أرمي رئيس الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ خبرا رئيسيا بشأن تبرير التطهير العرقي ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. فقد قال في مقابلة مع كريس ماتيوس في محطة تلفزيونية في أيار/ مايو 2002 ما يلي: (… أنا أوافق على أن تنتزع إسرائيل كافة الضفة الغربية وتسيطر عليها… هناك أقطار عربية كثيرة لديها مئات الألوف من الدونمات من الأرض والتربة والممتلكات والفرص العديدة لتأسيس دولة فلسطينية..)- سايزر. يتبع.