يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني محطة وطنية نجدّد فيها عهدنا للصحفيين الفلسطينيين بالوفاء لمسيرتهم المُشرِّفة وتقديراً لجهودهم المقرونة بالشهادة والإصابة والاعتقال والصمود
تمر علينا ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعاً، ذكرى يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني الذي يصادف الحادي والثلاثين من ديسمبر من كل عام، يأتي هذا اليوم الوطني وفاءً وتقديراً للصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين، وكنَّا في المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة على الدَّوام حريصين على إحيائه بأشكال متنوعة في كل عام، وعلى مدى سنوات طويلة مضت، ليعكس هذا اليوم المكانة المرموقة التي ترى فيها المؤسسة الحكومية في قطاع غزة الصحفيين والإعلاميين الكرام.
وفي هذا العام (2024)، تأتي هذه المناسبة العظيمة على الصحفيين والإعلاميين في ظروف بالغة القسوة والصعوبة، تأتي في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على شعبنا الفلسطيني منذ 452 يوماً من القتل والإبادة والتدمير والتهجير القسري. تأتي هذه المناسبة ويأتي معها بياننا هذا تقديراً منا للصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين، هؤلاء الأبطال الذين ما تركوا مواقعهم لحظة واحدة وما تَخلَّوا عن مسؤولياتهم رغم ما أصابهم من قتل وتدمير وتهجير، بل إنهم ظلُّوا صامدين ثابتين في تغطيتهم الإعلامية المتواصلة للأحداث على مدار الساعة.
إن هذه المناسبة الوطنية (يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني) تُذكِّرنا جميعاً، أولاً: بمسؤوليتنا وواجبنا تجاه قضيتنا الفلسطينية العادلة، وتجاه مظلومية شعبنا الفلسطيني العظيم، كما وتذكرنا بأخلاقيات العمل المهني، وثانياً: بقيمة الرسالة المهنية والوطنية لفرسان صاحبة الجلالة من أرباب الكلمة والصورة والكاميرا والقلم، وجعلوها أقوى أدوات مقاومة الاحتلال "الإسرائيلي"، ودفعوا الضريبة غالية، فكان منهم الشهداء والمفقودين والأسرى والجرحى، ورغم ذلك لم يبدِّلوا تبديلاً.
نستحضر اليوم في هذه المناسبة الوطنية العظيمة؛ قيمة الوفاء والتقدير والشكر لأصحاب الفضل والعطاء من الصحفيين والإعلاميين ومن أصحاب ومؤسسي فكرة هذا اليوم الوطني، يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني، هؤلاء الكرام الذين نعتز بهم ونفتخر بجهودهم وبوجودهم بيننا.
واليوم نجدد وفاءنا للصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في كل مكان، ونبرق بتحية إجلال وإكبار واعتزاز وتقدير إلى جموعهم. فرسان الكلمة والحقيقة، هؤلاء الذين نجحوا في تصدير الرّواية الفلسطينية الصَّادقة، وكسروا سردية الاحتلال "الإسرائيلي" الكاذبة، حتى بات العالم كلّه يدرك أن الاحتلال على ضلالة وإلى زوال، وأن قادة الاحتلال مُلطَّخةً أياديهم بالدماء والجريمة، وأن هؤلاء الصحفيين الأماجد هم الذين كَشفوا عنصرية الاحتلال وإجرامه أمام العالم أجمع، فدافعوا عن فلسطين، وكان منهم الشهداء والمفقودين والجرحى والأسرى.
وبمناسبة يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني، نتوجه بتحية اعتزاز وإكبار إلى جميع الصحفيين الفلسطينيين الذين يحملون بأمانة رسالة الحقيقة ويمارسون دورهم المهني والوطني بشجاعة وإصرار رغم كل التّحَدّيات والمخاطر.
إنكم بصمودكم وثباتكم تمثلون صوت فلسطين الحر ومرآة القضية العادلة، وتساهمون في فضح الممارسات الظالمة والانتهاكات المستمرة بحق شعبنا الفلسطيني، وإن عطاءكم المتواصل وتضحياتكم الجليلة ستبقى وسام شرف على صدوركم وملهمة للأجيال القادمة.
أيها الصحفيون الفلسطينيون: في هذا اليوم المبارك، نجدد عهدنا لكم بالوفاء لمسيرتكم المشرفة والدفاع عن حقوقكم تقديراً لجهودكم المقرونة بالشهادة والإصابة والاعتقال والصمود.
المجد والخلود لشهداء الصحافة الفلسطينية، والشّفاء التَّام للجرحى الصحفيين، والحرية العاجلة للأسرى الإعلاميين في سجون الاحتلال "الإسرائيلي".
كل عام وأنتم بألف خير..