بيان صادر عن لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية
لجنة القوى الوطنية والإسلامية

يا أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم..
لحظة تاريخية فارقة في تاريخ شعبنا وقضيتنا الفلسطينية، لحظة تخطى فيها شعبنا أكبر محرقة نازية فاشية صهيونية في التاريخ، لحظة سقوط وفشل مخططات العدو الصهيوني وأطماعه بحسم الوجود الفلسطيني والجغرافيا الفلسطينية عبر التهجير؛ بل وحسم الصراع بالكامل بكل أبعاده، هذا الفشل الذي لم يكن ليتحقق دون صمودكم وثباتكم وصبركم واحتضانكم مقاومتكم المظفرة، فكل عبارات التحية لن توفيكم قدركم، أطفالاً ونساءً وشيوخاً ورجالاً.

أبناء شعبنا العظيم وتاج رؤوسنا..
سيسجل التاريخ يوم السابع من أكتوبر كتاريخ فاصل، ونقطة تحول محورية على طريق التحرير الشامل، وسيُحفر هذا اليوم في الذاكرة الفلسطينية وذاكرة العالم على أنه يوم "طوفان العبور والصمود"؛ عبور المقاومة وصمود الشعب.

سيسجل التاريخ في جانبه المشرق صمودكم وصبركم، وكيف تمكن شعب أعزل من الثبات في وجه أبشع احتلال كولنيالي على وجه الأرض، وكيف تسبب ثباتكم بتحويل الكيان الصهيوني إلى دولة معزولة على الساحة الدولية؛ وألحقتم ضرراً كبيراً بسمعة الكيان الذي سقطت سرديته، وأظهرتم الوجه الحقيقي للنظام الدولي الاستعماري الغربي الحاضن لهذا الكيان، وكذلك الطبيعة الوحشية لهذا الكيان المارق الذي تخطى وكسر كل القوانين الدولية.

وفي هذه المناسبة واللحظة التاريخية المفصلية.. فإن لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية تؤكد على ما يلي:

1. نوجه التحية للأكرم منا جميعاً، شهداء شعبنا الميامين الذي ستبقى دماؤهم نبراساً يضيء لنا طريق الحرية، ولجرحانا البواسل الذين ستبقى جروحهم وساماً لهم وشاهداً على ثباتهم في وجه الطغيان العالمي.

2. نبرق بالتحية المسبقة لأسرانا البواسل، الذين يقفون على مسافة قريبة من الفرج والحرية.

3. نؤكد أننا سنبقى ثابتين في وجه مخططات الاحتلال الرامية لتهويد القدس والمسجد الأقصى والتوحش الاستيطاني وخطط ضم الضفة الغربية والسيطرة على الأرض والمقدسات، فالمعركة مع هذا الاحتلال مستمرة مادام موجوداً.

4. الوحدة الوطنية هي عمادنا الأساس في مواجهة الاحتلال الصهيوني الذي ثبت أنه يستهدف الكل الفلسطيني بغض النظر عن الانتماء السياسي، ولتحقيق أهداف شعبنا الكبرى بالحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير.. فإن وحدتنا الوطنية هي واجب الوقت الذي لابد منه.

5. ندعو أنفسنا أولاً كفصائل وقوى وطنية وإسلامية؛ وكل مكونات شعبنا الوطنية ثانياً لاحتضان أبناء شعبنا المكلوم الذي قدم أكثر من مائتي ألف نسمة ما بين شهيد وجريح ومفقود وأسير، وتقديم كل ما يمكن تقديمه لتضميد جراحات شعبنا وفاءً لتضحياته الجسام.

6. ندعو أبناء شعبنا العظيم للتكافل والتعاون واحتضان بعضهم بعضا، فكل شعبنا مصاب ومكلوم، وما قدمه من تضحيات عظيمة من الأنفس والممتلكات يفوق قدرة البشر على الاحتمال، فلتكن الرحمة والتراحم والرفق هي سمة العلاقة البينية بين أبناء شعبنا في مرحلة التعافي.

7. ندعو المجتمع الدولي والوسطاء للإسراع بتنفيذ مشاريع إيواء وإغاثة عاجلة لشعبنا، والبدء فوراً بإعداد مخططات إعادة إعمار قطاعنا الحبيب خلال جدول زمني واضح ومحدد.

8. نشكر جميع الشعوب وأحرار العالم والأنظمة والدول التي وقفت مع شعبنا؛ سياسياً وقانونياً وإعلامياً وميدانياً، ونؤكد لهم أن وقوفهم في الجانب الصحيح من التاريخ لن يُنسى، وستبقى مواقفهم محفوظةً لدى شعبنا الماضي لتحقيق حريته وانعتاقه من أبغض احتلال في التاريخ.

9. نوجه التحية للوسطاء الذين ساهموا في وقف المقتلة البشعة بحق شعبنا، خاصةً الشقيقتين مصر وقطر، وندعوهم لاستخدام كل أوراق الضغط القومية والوطنية التي يملكونها لاستكمال وتثبيت وقف الحرب بشكل نهائي، وانسحاب جيش الاحتلال من جميع أراضي القطاع.

الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى، والتحرير لشعبنا العظيم.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023