يبدأ غدا الأحد مئات آلاف المواطنين -ممن نزحوا قسرا بسبب العدوان- بالعودة من جنوب قطاع غزة لمحافظتي غزة والشمال، حيث عملت الكوادر الحكومية بالتعاون مع المكونات المجتمعية المختلفة ليكون هذا اليوم يوما تتجسد فيه معاني التكاتف الوطني والتلاحم المجتمعي، وليكون بحق فزعة أبناء الوطن وتأكيدا عمليا من شعبنا للقضاء على أحلام الاحتلال بالتهجير القسري.
أعدت المؤسسة الحكومية بمشاركة الجهات المجتمعية خطة لتنظيم عملية انتقال المواطنين، بدءً من توفير عشرات الحافلات ووسائل النقل المجانية على الجانبين، مرورا بنشر أفراد الأجهزة الأمنية لمسح طريق العودة وإزالة مخلفات الاحتلال وتقديم المساعدة للمواطنين العائدين، وإقامة النقاط الطبية على جانبي الطريق وتوفير سيارات الإسعاف لنقل المرضى وكبار السن، وصولا إلى نشر الفرق الشبابية والمجتمعية التي ستوزع المياه والأغذية الخفيفة على أبناء شعبنا العائدين.
كما عملت لجان الإيواء والإغاثة الحكومية منذ اللحظة الأولى لإعلان الاتفاق على تهيئة مواقع مراكز الإيواء وتسوية الأراضي المزمع عليها إنشاء المخيمات لإيواء المواطنين المهدمة بيوتهم، حيث أعدت قرابة ٤٠ مخيم لهذا الغرض، وتعمل جاهدة على مدار اللحظة لتوفير الاحتياجات اللوجستية والمعيشية لهذه المخيمات وفي مقدمتها الخيام.
نهيب بشعبنا في محافظتي غزة وشمالها لاحتضان مواطنينا العائدين سيما أصحاب البيوت المهدمة، واستضافتهم قدر المستطاع وترسيخ معاني الوحدة والتكافل والتعاضد التي ظهرت جلية طوال شهور العدوان، كما ندعو مواطنينا العائدين حال تعذر الإقامة في منازلهم للتوجه لأقرب مركز إيواء معد لاستقبالهم، كما ندعوهم لاستجلاب ما يستطيعوا من متاعهم الشخصي خاصة الخيام نظرا لتأخر وصولها وفق الأعداد التي نحتاجها والتي زودنا بها الجهات ذات العلاقة، حيث نحتاج بشكل عاجل ١٢٠ ألف خيمة.