حدثين نادرين في حفل تخريج دورة ضباط

صحيفة يديعوت أحرونوت

شهد هذا الأسبوع حدثين نادرين في حفل تخريج دورة ضباط: الأول أنه أقيم في قاعة مغلقة بسبب الظروف الجوية وليس في ساحة العرض كما جرت العادة. أما الحدث الثاني، وهو أكثر دراماتيكية بعض الشيء، فهو أنه للمرة الأولى منذ مناحيم بيغن في عام 1982، وقف رئيس وزراء إسرائيلي وتعهد باستخدام القوة العسكرية الإسرائيلية لحماية مصالح المواطنين الأجانب خارج حدودها. ثم كان المسيحيون في لبنان، والآن الدروز في سوريا. 

إن كلام نتنياهو كان تعبيرا رسميا عن سياسة يمكن استنتاجها من الخرائط. في الليلة التي سقط فيها الأسد، سيطر جيش الدفاع الإسرائيلي على جبل الشيخ والمنطقة العازلة المحدودة. ولكن في الوقت نفسه، كانت القوة النارية ونفوذ جيش الدفاع الإسرائيلي يهدفان إلى حماية المنطقة الدرزية الممتدة بين الجولان والسويداء.

وهذه منطقة واسعة للغاية ولها ثلاث مزايا استراتيجية: الأولى أنها تشكل منطقة عازلة بين الجهاد العالمي في سوريا والأردن، المملكة التي ترتجف خوفاً من مصير مماثل لمصير الديكتاتور السوري. ولن تكون هذه المرة الأولى التي ينجو فيها الملك الهاشمي من تهديد سوري على يد جيش الدفاع الإسرائيلي. 

ثانياً، من شأن الارتباط بالمنطقة الكردية في شمال شرق سوريا أن يقطع فعلياً العلاقات بين إيران ولبنان. ورغم أن النظام السوري اليوم يحتقر إيران، إلا أنه ضعيف ومتقلب. إن إنشاء منطقة أمنية واسعة كهذه سيكون بمثابة ضربة قاضية لدول المحور. 
ثالثاً، العلاقة بين السكان الدروز في إسرائيل والمنطقة. يعيش في منطقة نفوذ جيش الدفاع الإسرائيلي مائة ألف درزي. ويمكننا أن نفترض أن أغلبهم سيكونون سعداء بالانضمام إلى إسرائيل غدًا ومغادرة الدولة المنهارة التي تم ضمهم إليها قبل نحو مائة عام. وفي هذا الأسبوع، تقرر نقل العمال من هناك إلى الأراضي الإسرائيلية، بدلاً من الفلسطينيين الذين يُحظر دخولهم. ومن يدري، فبهذا المعدل سوف يلتحقون أيضًا بالجيش ويحلون أزمة التجنيد مع الحريديم. 

وكان رئيس الولايات المتحدة كرر مرتين بالفعل اقتراحه لنتنياهو بـ"تقسيم سوريا مع أردوغان". بالنسبة له، الحدود ليست شيئا مقدسا، وإذا أخذ صديقاه ما يحتاجانه من سوريا، فمن المحتمل أنه لن يقدم احتجاجا إلى الأمم المتحدة. ليس لدى إسرائيل حاليا أي خطط للضم، ولا هي مهتمة بضم عشرات الآلاف من السنة المعادين الذين يعيشون في المنطقة. لكنها تنوي العمل كقوة إقليمية. البلد الذي أمضى عاما في خيمة على أراضيه يساعد في إنشاء حكم ذاتي خارج حدوده.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023