خطبة الجمعة يا جماعة الخير عن الحلم والصبر في رمضان وفيه ما فيه من الايات والاحاديث التي تشجع على هذه الاخلاق ولكن هناك الطرف الثاني من المعادلة، يذكر الامام الغزالي في الاحياء أن الغضب حمية خلقها الله في الانسان لفائدة عظيمة ليحرّك الغضب إرادته في مواجهة الظلم والفساد ومنكرات الاعمال لذلك كان صلى الله عليه وسلّم يغضب ويمتاز غضبه بأمرين وهو أن عندما تنتهك حرمات الله وأن غضبه للحق ولا يخرجه عن الحق .. هذه الايام يجب أن نقول كما أن رمضان هو شهر الصبر والحلم هو أيضا شهر الغضب وثورة الحميّة خاصة ونحن نرى اعتلالا غاصبا ينتهك حرمات الله ليل نهار وبصورة فجّة منكرة فظيعة، فهل هذا يستدعي منا الغضب أم الصبر والحلم والأناة ؟ لذلك كان رمضان شهر الانتصارات لأنه كان يثير هذه الحميّة ويرفع منسوبها وذلك بارتفاع الايمان وتفاعل القلب مع آيات القرآن التي تحث على الجهاد ومحاربة الفساد، (أشداء على الكفار رحماء بينهم) والشدّة لا تكون إلا بالغضب.
ما أحوج شعوبنا العربية والاسلامية المتلفعة في رمضان يالصبر والحلم على من يصبّون فوق رأسها المهانة والذلّة ويسومونها سوء القمع والتهميش ويحرمونها من وقفة صدق مع #أقصاها_وفلسطين وملحمة غزّة وجنين. نعم الصبر محمود بين المؤمنين (رحماء بينهم) ولكنه مذموم مع الاعداء حيث يقتضي الغضب والحميّة أقلّها المقاطعة له ولكل من يدعمه والغضب في وجه التطبيع والخنوع والرضى بالدنيّة في ديننا ..
بالله عليكم ألا يستدعي مؤتمر القمّة الذي لم يرتق إلى واحد بالمائة من مستوى ردّ المكسيك وكندا على عنجهية ترمب . لم يصل إلى التلويح بأوراق القوة التي يمتلكها العرب ، فقط وصل إلى مستوى التوسّل والرجاء والتذلّل .. أي منحدر وصل بالشعوب التي لا تغضب في وجه من يستخف بها ولا يحسب لها أيّ حساب ..
باختصار الغضب سلاح ذو حدين هناك ما هو محمود بل هو واجب وضرورة عندما يحرّك بالاتجاه الصحيح.
ولذلك فإن #رمضان كما هو شهر الصبر والحلم هو أيضا شهر الغضب.