نتنياهو سيخوض حرب سموتريتش… والثمن باهظ

يوسي بيلين

إسرائيل اليوم


عندما فهم نتنياهو أي خطأ رهيب ارتكبه لتفضيل حماس على السلطة الفلسطينية، وبتوجيه مال كثير لمنظمة الإرهاب (الخطأ الذي لا حاجة لإقامة أي لجنة تحقيق للعثور عليه)، وضع المس بحماس على رأس أهدافه.

غير أن تقويض حماس هو هدف غامض جداً، ويبدو غير قابل للتحقق بوسائل عسكرية تقليدية. فالعودة إلى الحرب في غزة وإعادة جنودها إلى القطاع للمس بمجندي حماس الجدد لن يحقق هدوءاً بل ضحايا بين أفضل الأبناء، وتشديد الموقف من إسرائيل في العالم في ضوء غير المشاركين الذين سنلحق بهم الأذى. العودة إلى غزة ستقلل فرص عودة مخطوفين أحياء، وستتعارض مع إرادة الإدارة الأمريكية. ستكون حرب سموتريتش الأولى.

نتنياهو لا يثق بأحد، لكن بين أولئك الذين لا يثق بهم يرى أن سموتريتش بوضع أفضل من غانتس أو لبيد، المستعدين لمنحه شبكة أمان لكن لهما “أجندة” لا تخلد حكم بيبي. أما زعيم “الصهيونية الدينية” فأدرك أن “الصهيونية الدينية” التي كانت تاريخية لإحدى الجهات الأكثر براغماتية في الخريطة السياسية في إسرائيل، لم تعد معه ومع أحلامه العابثة. وبات متعلقاً بنتنياهو تماماً، ويعرف ما سيحصل لو تنافس على الانتخابات التالية وحده، ولهذا فهو يقضي أيامه بتهديدات مخيفة.

نتنياهو، الذي منح بن غفير إمكانية الدخول إلى الكنيست، وألغى وعده له بألا يدخله إلى حكومته، ربما يدفع إسرائيل إلى حرب زائدة وغالية بالدم والدموع ليبقى الشريك السابق لبن غفير في الائتلاف.

عندما علم بالاتفاق مع حماس، بمعونة مصر وقطر وبتوجيه أمريكي، الكثيرون فرحوا، لكن خطة نتنياهو كانت مكشوفة: منح الرئيس ترامب إنجازاً سياسياً، بتحرير جزء من المخطوفين الأحياء والأموات، وتعطيل المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تعني إنهاء الحرب ومكانة ما لحماس في غزة، في المستقبل أيضاً. كان هذا بديلاً آنياً لـ “الصباح التالي”، الذي يؤجله منذ 17 شهراً، على أمل إما أن يموت الملك أو يموت الكلب. ولما كانت هذه خطوة مكشوفة، فإن ملاعين حماس فهموها، وبدلاً من منح بيبي المعاذير لعدم مواصلة المسيرة، أجبروه على اختلاق معاذير تضع الابتسامة على وجوه “قاعدته” أيضاً. رئيس الوزراء حشر نفسه في الزاوية؛ بدلاً من أن يختار بين عدة خيارات فيما أن القرار بيده، يأتي إلى نهاية المرحلة الأولى في الاتفاق وأمامه القسم الذي يسمح بما ترفضه إسرائيل كلها رفضا باتا – منح إمكانية لحماس للمشاركة في مستقبل قطاع غزة.

إن منع إدخال شاحنات المساعدات لا يحل شيئاً، بل يعزز حماس ويعود ليعرض إسرائيل كمتوحشة لسكان القطاع البائسين. بدلاً من معاقبة الجمهور جماعياً ودفع ثمن زائد على ذلك، من الأفضل ذل جهود سياسية مع ويتكوف وطاقمه تركز على لحظة إنهاء المرحلة التالية، بما فيها التحرير الكامل للرهائن. الإمكانية الأكثر معقولية هي منح قادة حماس في غزة حصانة، وإعطاؤهم إمكانية الانتقال إلى مكان آخر والسماح للدول العربية بإعمار غزة وإدارتها على مدى فترة انتقالية. هذا سيسمح بتحرير كل الرهائن ويمنع العودة إلى الحرب في القطاع. الأغلبية التي يريد نتنياهو أن يضمنها لنفسه في الكنيست سيحققها من خلال كتل برلمانية العودة إلى الحرب في غزة ليست عَلمها.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023