نحاميا شترسلر
هآرتس
رونين بار زعيم شجاع. هو غير مستعد لوضع عنقه تحت سكين نتنياهو. في التحقيق الذي نشره “الشاباك”، هذا الأسبوع، تحمّل في الواقع المسؤولية عن الفشل الاستخباري الفظيع لـ “الشاباك”، ولكن في نقاش داخلي قال إنه لن يستقيل الى أن تتم إعادة جميع المخطوفين، والى أن يتم تشكيل لجنة تحقيق رسمية. من الجيد أنه فعل ذلك.
لم يتردد بار أيضا في توجيه إصبع الاتهام لنتنياهو، الجبان – المؤجل. وقال إن رئيس الحكومة لم يرغب في القيام بأي مبادرة ضد “حماس” وقادتها. هو فقط أراد الهدوء. في أيار 2023 قال بار لنتنياهو: “لن يكون مناص من معركة في غزة”، وأوصاه بالهجوم. رفض الجبان ذلك، وقال: “حماس مردوعة، وفي هذه الأثناء هناك ميزان رعب قوي أمامها”. لذلك، لا مناص من تشكيل لجنة تحقيق رسمية، ستحقق قبل كل شيء مع المفرط الرئيسي، نتنياهو. كيف روى أمامنا خلال سنوات قصصا خيالية تقول إن “حماس” قد ضربت وسحقت وتحطمت. هذه اللجنة ستحقق في تصوره “حماس مردوعة”، وستفحص مبادرته الغريبة بالسماح بنقل ملايين الدولارات الى المنظمة القاتلة. وستفحص حتى لماذا رفض نتنياهو اقتراح بار تصفية يحيى السنوار قبل الحرب. وفقط عندها، عندما سيتبين التفريط الاجرامي لنتنياهو ويضطر الى الاستقالة، يمكن أيضا لبار أن يستقيل. حتى ذلك الحين يجب عليه مواصلة الدفاع عنا من أحقر شخص في تاريخ الشعب اليهودي.
خلافاً لبار، ترك هرتسي هليفي، هذا الأسبوع، منصبه. خسارة. استقالته تمكن نتنياهو من الادعاء، بخداعه المتميز، أن رئيس الأركان التارك يتحمل وزر كل شيء وإلا فلماذا استقال؟ أخطأ هليفي أيضاً عندما قام بتحقيقات عميقة عن الحرب ونشرها على الجمهور. في وقت قتال الجيش لا يجب القيام بتحقيقات، بل يجب الانشغال بالقتال. في كل الحالات التحقيقات صادمة. لقد كشفت أن الجيش الإسرائيلي لم يخطر بباله أن “حماس” ستغزو بخمسة آلاف “مخرب” وستشعل الغلاف. قدّم الجيش عدة تفسيرات للفشل، لكنه لم يتحدث عن تفسير حساس وهو: في العقد الأخير تحول الجيش الإسرائيلي الى تنظيم يركز أكثر من اللازم على رفاه رجال الخدمة الدائمة، بدلاً من تكريس كل ثانية وكل ميزانية للاستعداد للحرب القادمة. أصبح الخطاب الرائد في الجيش حول الراتب وراتب التقاعد، وكأن الامر يتعلق بجهاز مدني عادي. في السنوات الأخيرة تم تخصيص وقت كبير جدا للنقاشات مع المالية حول بعثات للخارج، وملحقين عسكريين، ونقاط رياضية، وتسهيلات ضريبية وتعليم عالٍ. استثمر الجيش الإسرائيلي موارد إدارية كثيرة في النضال على تحسين راتب التقاعد. فقد اخترع “تقاعد التجسير” غير الأخلاقي، و”علاوة رئيس الأركان” غير القانونية. حتى لا يكون هنا خطأ: الانتقاد موجه لشروط من يخدمون في الخدمة الدائمة في الجبهة الداخلية، الذين يشكلون معظم الجيش، لا المقاتلين في الجبهة.
أخرج الانشغال الكبير بالرفاه قيادة الجيش من التركيز على الحرب. لقد سلبت اهتماما كبيرا جدا من نقاشات هيئة الأركان. وحيث إن هذا هو الوضع فانه من السهل عشق التصور الخاطئ الذي يقول بأن العدو ضعيف ومرتدع، حيث إنه بهذا فقط يمكن مواصلة الانشغال براتب التقاعد بدلاً من الاستعداد للحرب. في ذلك السبت الفظيع حرر الجيش الإسرائيلي حوالي ثلثي الجنود في منطقة الغلاف وأرسلهم الى إجازة! وقد أبقى فقط 671 جندياً(!) للدفاع عن حدود طولها 59 كم. لم يكن لديه اتفاق مع “حماس” بأن تهاجم في منتصف الأسبوع وليس يوم السبت. تفسير هذا الجنون هو أنه في إطار “جيش الرفاه الإسرائيلي”، أراد الجيش الإسرائيلي أن يقضي ضباطه في الخدمة الدائمة الاجتماع مع العائلة يوم السبت. ولكن عندها جاءت الكارثة.
من حسن الحظ أن الجيش استيقظ بسرعة. انطلق الجنود والضباط للقتال مضحين بأنفسهم، وأنقذوا إسرائيل. هكذا، لهذه التضحية سنبقى ممنونين الى الأبد.