شكّل سجن (مجدو) أبرز السجون التي شهدت عمليات تعذيب بحقّ الأسرى منذ بدء حرب الإبادة، والذي يعتبر أحد السجون المركزية التي يحتجز فيها الأسرى، وفيه قسم خاص للأسرى الأطفال (الأشبال).
وسبق أن استشهد في سجن (مجدو) عدد من الأسرى منذ بدء حرب الإبادة، فالأسير وليد أحمد الشهيد الثاني الذي يرتقي في غضون 20 يوماً في سجن (مجدو)، حيث سبق أن أعلن عن استشهاد الأسير خالد عبد الله في الثالث من آذار/ مارس الجاري.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، إنّ الشهيد الفتى وليد أحمد، واحد من بين مئات الأطفال المحتجزين في سجون الاحتلال ويواجهون جرائم التّعذيب، والتّجويع، والجرائم الطبيّة، وعمليات الإذلال الممنهجة، وعمليات القمع، وسبق أنّ نشر الاحتلال صوراً لعمليات التنكيل الممنهجة للأسرى برفقة الكلاب البوليسية في سجن (مجدو).
واستنادا للعديد من الشهادات والإفادات حول الظروف الاعتقالية فيه وزيارات الطواقم القانونية، فإن سجن (مجدو) كما باقي السجون، يواجه فيه الأسرى، انتشاراً للأمراض والأوبئة، والتي تضاعفت خلال الشهور الأخيرة، وشكّل مرض (السكايبوس الجرب) أبرز الأمراض التي تفشت بين صفوف الأسرى بسبب انعدام النظافة، وشح الملابس، وأدى إلى استشهاد أسرى، فالعديد من الأسرى منذ شهور يعانون من الإصابة من الجرب، دون توفير أي نوع من العلاج لهم.
وأكّد نادي الأسير، أنّ منظومة التوحش الممثلة بمنظومة السجون، لم تترك أي أداة لتعذيب الأسرى بهدف قتلهم في مرحلة هي الأكثر دموية في تاريخ شعبنا، حيث ما تزال سجون الاحتلال تشكّل وجها آخر من أوجه الإبادة. لافتا إلى أنّ عامل الزمن يشكّل اليوم العامل الحاسم لمصير آلاف الأسرى مع استمرار وتيرة الجرائم بحقّهم، وتحديدا كبار السن، والمرضى، ومنهم الجرحى، والأطفال.
وفي هذا الإطار جدد نادي الأسير، مطالبته للمنظومة الحقوقية، بفتح تحقيق دولي مستقل ومحايد، في ظروف استشهاد عشرات الأسرى، جراء جرائم التعذيب والتجويع والجرائم الطبية والاعتداءات الجنسية، واتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ شعبنا، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، ووضع حد لحالة العجز المستمرة أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
يذكر أنّ الشهيد وليد أحمد هو الشهيد (63) الذي يرتقي في سجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة.
يُشار إلى أنّ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى بداية شهر آذار/ مارس 2025، أكثر من 9500 وهذا المعطى لا يشمل معتقلي غزة كافة في المسكرات التابعة لجيش الاحتلال.