بيان صادر عن التجمع الديمقراطي للمعلمين الفلسطينيين حول استهداف الاحتلال للمعلمين أثناء تأدية واجبهم الإنساني والأخلاقي
التجمع الديمقراطي للمعلمين الفلسطينيين

في ظل استمرار العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة تتواصل جرائم الإبادة الجماعية بحق أبناء شعبنا، التي لم تستثنِ طفلاً أو امرأة أو مسناً، وتطال بشكلٍ متعمد البنية التحتية ومقومات الحياة. وفي قلب هذا المشهد الدموي يواصل المعلمون الفلسطينيون دورهم الطليعي في خطوط المواجهة الأولى في إطار دورهم الوطني والتربوي، وكمتطوعين في ميدان الإغاثة والدعم الإنساني للنازحين، وفي مقدمتهم الأطفال الذين فقدوا بيوتهم ومدارسهم وأسرهم.

ورغم المخاطر الجسيمة وأهوال الإبادة، لم يتوانَ المعلمون والمعلمات عن أداء واجبهم، حيث شَكلوّا ركيزةً أساسية في استمرارية الخدمات التعليمية الطارئة والدعم النفسي للأطفال في مراكز الإيواء والمرافق البديلة. وخلال الأيام الأخيرة، تعرض عدد من زميلاتنا وزملائنا للاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات منهم أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني، في مشهدٍ يعكس إصرار الاحتلال على تحطيم البنية المجتمعية الفلسطينية، واغتيال كل مظاهر الحياة والصمود.

إن استهداف المعلمين وتحويل المدارس ومراكز الإيواء إلى أهداف عسكرية، يُمثّل جريمة حرب نكراء وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني، وخرقاً صارخاً للمواثيق الدولية التي تضمن حماية العاملين في القطاعات الإنسانية والتعليمية، وتُحرّم الاعتداء عليهم أو على الأماكن التي يعملون بها.

وإزاء هذا الواقع المأساوي، فإننا في التجمع الديمقراطي للمعلمين الفلسطينيين نؤكد على ما يلي:

1. أن حماية العاملين في المجال الإنساني، ومن ضمنهم المعلمون، مسؤولية قانونية وأخلاقية للمجتمع الدولي، وعلى المؤسسات الدولية المختصة مساءلة الاحتلال ومحاسبته على جرائمه.

2. ندعو الأمم المتحدة، ومؤسساتها المختصة، إلى تَحمّل مسؤولياتها في ضمان الحماية الفورية والشاملة لمراكز الإيواء والمدارس، ودعم استمرارية العمل الإغاثي والتعليمي رغم ظروف الحرب.

3. نطالب بفتح تحقيق دولي عاجل ومستقل في استهداف المعلمين، وموظفي الإغاثة، والمراكز التعليمية والإيوائية، باعتبارها محمية بموجب القانون الدولي، والعمل على محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية.

4. نؤكد أن استهداف المعلمين لا ينفصل عن المجزرة المفتوحة بحق آلاف الأطفال والطلاب الفلسطينيين، حيث فقد عشرات الآلاف حياتهم أو أُصيبوا أو بُترت أطرافهم أو فُقدوا، في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها التاريخ الحديث.

في الختام، نُعّبر عن فخرنا واعتزازنا الكبيرين بالمعلمين والمعلمات، وكل العاملين في القطاعين الإغاثي والتعليمي، الذين يُجسدون أسمى صور الالتزام الوطني والإنساني في مواجهة الكارثة. كما نُعرب عن تضامننا العميق مع أسر الشهداء والمصابين، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023