كشف النفق هو من الناحية الاستراتيجية دليل على أن غزة تستعد للحرب - ومن الناحية العملية دليل أن المنظمات في قطاع غزة (بقيادة حماس) لم تتخل عن فكرة الأنفاق، على الرغم من قرب الانتهاء من بناء الحاجز على حدود القطاع، يبدو أنهم مؤمنون بقدرتهم على حفر واختراق الحاجز، وهم مصممون على القيام بذلك بأي ثمن تقريبًا.
على الرغم من حلاوة شفتي حماس في المحادثات مع المصريين والقطريين ومسؤولي الأمم المتحدة، إلا أنها كانت ولا تزال منظمة تسعى لتدمـير "إسرائيل"، وهي ليست مستعدة بأي حال من الأحوال للتخلي عن فكرة المقـاومة التي يقوم عليها وجودها، لذلك عندما تحفر حماس الأنفاق، فإنها تشير بشكل أساسي إلى شعبها والجمهور في غزة بأنها ربما غيرت تكتيكاتها ولكن ليس استراتيجيتها، ولهذه الغاية تواصل أيضًا الاستثمار في قدراتها الصاروخية والوسائل الأخرى التي من المفترض استخدامها في حرب ضد "إسرائيل"، والتي قد تندلع في المستقبل القريب، دون أن تكون الأطراف مهتمة بذلك.
يأتي اكتشاف النفق في وقت حساس على الجبهة الجنوبية، حيث تنتهي نهاية الشهر الأموال القطرية المحولة إلى قطاع غزة ولم تقرر قطر بعد ما إذا كانت ستستمر في تحويل الأموال، بالإضافة إلى ذلك، في منتصف الشهر المقبل، سيصادف مرور عام على عملية "الحزام الأسود" التي بدأت باغتيال القيادي في الجهاد بهاء أبـو العـطا.
قد تكون المنظمات في قطاع غزة تعمدت حفر النفق المكتشف مؤخرا بهدف اختبار قدرة الحاجز وتحديد نقاط ضعفه للتغلب عليه لاحقا.