أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 3379 في 10 نوفمبر 1975 والذي ينص “أن الصهيونية هي شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري” وفي حيثيات القرار طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة جميع دول العالم بمقاومة الأيديولوجية الصهيونية التي تشكل خطرًا على الأمن والسلم العالميين كما جاء في نص القرار.
إلا أنه وفي خضم الإعداد لمؤتمر مدريد للسلام اشترطت إسرائيل إلغاء القرار 3379 لمشاركتها في مؤتمر مدريد 1991، تم الإلغاء بالفعل بموجب القرار 46/86 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 16 ديسمبر 1991.إلا أن إسرائيل وبعد تحقيقها هذا الانتصار الهائل بمساندة الولايات المتحدة تنكرت لكل عملية السلام وانقلبت على الأساس الذي قام عليه مؤتمر مدريد وهو (الأرض مقابل السلام) حيث لم يقتصر الأمر على عدم الانسحاب من الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة بل تجاوزت ذلك بمواصلتها للاستيطان والضم وافشال حل الدولتين.
وكأن التاريخ يعيد نفسه فبزعم التوصل للسلام وتشجيع إسرائيل عليه قامت الإمارات العربية والبحرين بالتطبيع مع الكيان الصهيوني وتجاوز المبادرة العربية للسلام والتي صدرت كقرار صادر عن جامعة الدول العربية بالإجماع عام 2002، فهل ستستجيب إسرائيل لهذا الموقف العربي الجديد أم ستزداد صلفا وإرهابا وتنكراً للسلام كما فعلت بعد مؤتمري مدريد واوسلو؟
من المؤكد أن إسرائيل فهمت الموقف العربي الجديد بأنه موقف ضعف ولذلك استمرت في مشاريعها الاستيطانية وأكدت على تمسكها بسياسة الضم، وبالتالي سيدفع الفلسطينيون ثمن هذا التطبيع الجديد والذي يزعم المطبعون أنه سيعزز مسيرة السلام، كما سيكون السلام الحقيقي ضحية هذا السلام الزائف الذي يتغنى به ترامب ونتنياهو وزعماء الدول العربية المطبعة.