ميثاق حماس: اقرأ لتؤمن وتحسم العدو

 القناة 14 

ترجمة حضارات 

تال براون 

الميثاق الذي نُشر عام 1988 يعرض علنًا أهداف حركة حماس: "إبادة "دولة "إسرائيل" عبر الجهاد، رفض أي مفاوضات، والاصطفاف الكامل مع حركة "الإخوان المسلمين". قراءة متجددة للوثيقة تكشف أن التحذيرات كانت مكتوبة بوضوح، قبل سنوات من هجوم 7 أكتوبر.

أحد العوامل الكامنة وراء المفهوم الذي أتاح مجزرة "عيد العرش" عام  (7 أكتوبر 2023) هو الاستهانة الإسرائيلية بقدرات ونوايا حماس، وجذوره متأصلة في الجهل أو التجاهل لميثاق الحركة.

"ستقوم إسرائيل وتستمر إلى أن يمحوها الإسلام، كما محا ما قبلها."

هذا الاقتباس، الوارد في مقدمة الميثاق، يُعد خلاصة عقيدة حماس في جملة مصفّاة لا أوضح منها. مصدره أقوال حسن البنا، مؤسس "الإخوان المسلمين" في مصر، الذي يُرجّح أنه صُفّي بأمر من الحكومة المصرية عام 1949، عقب اغتيال رئيس الوزراء آنذاك على يد ذراع  تابع لـ"الإخوان المسلمين".

لرفع اللبس، الحديث هنا عن نفس حركة "الإخوان المسلمين" المحظورة اليوم في مصر والأردن، لكنها تحظى بمكانة محترمة في دولة "إسرائيل" الديمقراطية "المستنيرة"، إذ إن ممثليها ناشطون في الكنيست، بل وشاركوا في ائتلاف حكومي مُحيّر. صلة حماس بالإخوان كُتبت صراحة في البند الثاني من الميثاق: "حركة المقاومة الإسلامية هي إحدى أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين".

لو قُرئ ميثاق حماس بتمعّن من قبل اليهود "المستنيرين" الذين يظنون أن هناك من يمكن محاورته والتوقيع معه على اتفاقات، لفهموا أن أعضاء "الإخوان المسلمين" يستغلون الديمقراطية وسذاجة الغرب لتحقيق أهدافهم المكتوبة في الميثاق، بطريق الصبر والدهاء. كما جاء في التمهيد:

"عندما نضجت الفكرة، ونبت البذر وأرسى الجذر في تربة الواقع، بعيدًا عن إحساس عاطفة لحظية وعجلة مذمومة، انطلقت حركة المقاومة الإسلامية لتؤدي دورها، سائرة في طريق ربها، واصلة أيديها بأيدي كل مجاهدي فلسطين، تلتقي أرواح مجاهديها بأرواح كل من ضحّى على أرض فلسطين منذ أن احتلّها أصحاب رسول الله… وحتى يومنا هذا."

عن الميثاق ومضمونه، لو أن بعض قادة ومواطني إسرائيل قرؤوا بنظر ثاقب بنود ميثاق حماس ونسبوا إليها قصدًا جديًا، لربما أدركوا أنهم يلعبون ليد العدو بطرق شتى منذ سنوات، وخصوصًا في الآونة الأخيرة.

لمن لم يطّلع على الوثيقة التأسيسية لحماس، يُذكر أن الميثاق تبلور في أيام الانتفاضة  الأولى، ووقع عام 1988 بقيادة الشيخ أحمد ياسين، الذي صُفّي في مارس 2004. قراءة ميثاق حماس بنيّة صادقة لفهم "مع من نتعامل" كانت لتثبت لكل من ظنّ بإمكان الوصول إلى تسوية أو اتفاق أو تفاهم مع الحركة، أن خطوة كهذه ليست إلا نزوة أحادية لجهلة، في الحد الأدنى.

الاستنتاج بأن حماس تنظيم يشبه "داعش والنازيين "مكتوب في الميثاق. لم تكن هناك حاجة لانتظار الأدلة المؤلمة في موجات العمليات على مدار السنوات، أو الهجوم الرهيب في "عيد العرش ". ففي البند السابع من الميثاق كُتب:

"ترنو حركة المقاومة الإسلامية إلى تحقيق وعد الله، مهما طال الزمن، إذ قال الرسول…: ‘لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، وحتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله’ (حديث عند البخاري ومسلم)."

ولتوضيح قوة القول، يجدر العلم أن كتب الحديث هذه تُعد من أوثق المصادر لدى المسلمين. هذه الرواية عن يهود يختبئون وراء الشجر والحجر يوم القيامة منتشرة لدى جهات إسلامية، وغايتها إيذاء اليهود حيثما كانوا. وورودها في أوثق كتب الحديث يمنحها مزيدًا من القوة في نظرهم.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025