خطر جديد ضد اسرانا

عثمان بلال

باحث ومختص بالشأن الصهيوني

في 22/10/2007 قضى محمد ساطي الاشقر شهيدا في سجن النقب بطلقه "غير قاتله" من سلاح "غير قاتل" خلال مداهمة السجانين لاحد اقسام الاسرى، وتبين لاحقا انّ سبب تلك الهجمه هو رفع معنويات السجانين في ذلك السجن، وهذا ما اثبتته ايلانا ديان مقدمة برنامج عُفداه الشهير.  

اليوم ونحن نطالع خبر تعزيز السجانين باسلحه "غير قاتله" ينتابني القلق المشروع على حياة الاسرى والمستهدفين فعليا منذ السابع من اكتوبر حيث بلغ تعداد الشهداء المعروفين في الاسر 77 شهيدا دون علم بالرقم الدقيق في ظل غياب اعداد من الفلسطينيين  ضمن تصنيف (مجهولي المصير) في هذه الحرب، وقد تكشف قابل الايام عن ارقام اكبر من ذلك بكثير.  

ان عناصر المعادله اليوم في السجون تؤكد ان دائره الخطر الفعلي المباشر تضيق حول الاسرى فالسجان الذي احتاج قتل الشهيد الاشقر في يوم من الايام لرفع معنوياته هو الان محتاج جدا لوجبات من دماء اسرانا ومعانياتهم اكثر من ذي قبل، وهذا ما يعيشه الاسير الفلسطيني اليوم لا سيما وان عدة عوامل وفرت فعليا البيئه المناسبه لمزيد من الاجرام بحق الاسير، فالرقابه الدوليه مغيبه تماما بعد وقف زيارات اللجنه الدوليه للصليب الاحمر الى السجون،

كما تراجع دور الرقابه المؤسساتيه لدى العدو والمسؤوله عن ضبط ومعايير والجهات المسؤوله عن قتلنا واستثناء السجانين من هذه المهمه ، وحصر دورهم بالتنكيل. ويبدو جليا هذا التراجع من خلال  الازمه بين حكومه القتل الحاليه ومدعية عام الكيان.  

عقدة رفع المعنويات للسجانين حاضره منذ استلام بن غفير لوزارة الامن الداخلي ومستمره  بل ستزيد فجذور العقده النفسيه هذه تعود بالاساس الى حاله الشعور بالدونيه من قبل السجان القادم من شرائح مجتمعيه مهمشه سواء من المجلوبين الشرقيين او من ابناء التجمعات الخائنه من اهل البلد الاصلانيين.  

هذه العوامل مع "اسلحه غير قاتله!!" من شانها ان تكون وصفه مثاليه لقتل المزيد من اسرانا. والمتمعن بمتن الخبر  يدرك معنى عدم اكتفاء السجان بدور الاحتجاز ودوره في محاربة المقاومه وعقدة السيطره في السجون وما يعنيه ذلك من خطر حقيقي على اسرانا.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025