جيشهم بعيون أحد قادته

عثمان بلال

باحث ومختص بالشأن الصهيوني


"أنا أترك جيشًا تُداس فيه قيمة المسؤولية، وجيشًا فقد القدرة على مواجهة فشله."

 في لحظة فارقة من مسيرته العسكرية، قرر الجنرال نمرود ألوني، القائد السابق لفرقة غزة في جيش الاحتلال، أن يكشف عن حقيقة ما شاهده وعايشه خلال سنوات خدمته. في خطابه الأخير، تحدث ألوني بصراحة عن التحديات والضغوط التي واجهها كقائد ميداني، مشيرًا إلى الصعوبات النفسية والمعنوية التي يعاني منها الجنود في الميدان.

أوضح ألوني أن العمليات العسكرية المستمرة في قطاع غزة تفرض ضغوطًا هائلة على الجنود، ما يؤدي إلى تآكل الروح المعنوية وارتفاع معدلات الإصابة النفسية. وأكد أن هذه الضغوط تنعكس بشكل مباشر على فعالية الجيش في تنفيذ مهامه.

كما تناول التحديات في التنسيق بين الوحدات المختلفة، مشددًا على أن غياب التنسيق الفعّال يسبب ارتباكًا في العمليات ويزيد من المخاطر على الجنود. وأضاف أن القيادة العسكرية تواجه صعوبات في اتخاذ قرارات سريعة وفعّالة، نتيجة نقص المعلومات الدقيقة والتحديات اللوجستية المتراكمة.

في ختام خطابه، دعا ألوني إلى ضرورة إعادة تقييم الاستراتيجيات العسكرية وتطويرها بما يتناسب مع الواقع الميداني، مؤكدًا أهمية الدعم النفسي والمعنوي للجنود لضمان قدرتهم على تنفيذ المهام بكفاءة وفعالية.

من خلال هذا الخطاب، يقدّم ألوني نظرة داخلية نادرة حول التحديات التي يواجهها جيش الاحتلال، من منظور أحد قادته الميدانيين، ما يساهم في فهم أعمق للواقع العسكري الذي يعيشه هذا الجيش

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025