ynet
رون بن يشاي
بعد ثلاثة أسابيع من الهجوم الإسرائيلي في الدوحة، وقع الرئيس الأميركي مرسوماً رئاسياً استثنائياً، ينص على أن أي هجوم ضد قطر سيُعتبر "تهديداً لسلامة وأمن الولايات المتحدة"، وأن واشنطن ستعمل "بكل الوسائل" لفرض ذلك: "دبلوماسية، اقتصادية، وإذا لزم الأمر عسكرية أيضاً".
وفقاً للمرسوم، كل هجوم مسلح على أراضي قطر أو سيادتها أو بناها التحتية سيُعد تهديداً مباشراً لأمن أميركا. الولايات المتحدة ستردّ بكل الوسائل القانونية والملائمة – دبلوماسية، اقتصادية، وإذا اقتضت الحاجة عسكرية – لحماية مصالحها ومصالح قطر واستعادة السلام والاستقرار.
المعنى المباشر هو أن كل ناشط من حماس موجود على الأراضي القطرية يتمتع الآن فعلياً بحصانة أمنية عالية ضد الاستهداف. وقد جاء ذلك أيضاً بعد تعهّد علني من نتنياهو باسم إسرائيل بعدم مهاجمة قطر مجدداً.
هذه الضمانة الأمنية، التي لم تُمنح من قبل لأي دولة عربية، تشمل أيضاً "تخطيطاً مشتركاً مع قطر لضمان رد سريع ومنسّق على أي عدوان خارجي". وسيعيد وزير الخارجية الأميركي التأكيد على هذه التعهدات، منسقاً مع حلفاء آخرين لضمان دعم مكمّل.
المرسوم برر الخطوة بأن "قطر استضافت القوات الأميركية، مكّنت عمليات أمنية حاسمة، ووقفت حليفاً ثابتاً في السعي للسلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط والعالم، بما في ذلك عبر وساطات ساعدت جهود الولايات المتحدة لحل نزاعات إقليمية ودولية".
الخلفية: الهجوم الإسرائيلي على قادة حماس في الدوحة قبل ثلاثة أسابيع – والذي أجبر ترامب نتنياهو على الاعتذار عنه هاتفياً لرئيس وزراء قطر – إضافة إلى الهجوم الإيراني على القاعدة الأميركية في قطر رداً على قصف منشآت نووية إيرانية. قطر تستضيف أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط، ورأت في واشنطن الضامن المركزي لأمنها. لذلك أصرت على ضمانات مكتوبة، ونالتها من ترامب.
تحليل رون بن يشاي
إعلان البيت الأبيض يشكل "مظلّة أمنية" أميركية مكتوبة لقطر، طالما طلبتها ولم تُمنح. السعودية والإمارات حاولتا سابقاً الحصول على التزام مشابه ورفضته واشنطن خشية التورط في صراعات لا تخدم مصالحها (مثل الخلاف الخليجي قبل عقد). حتى بعد هجوم إيراني على منشآت نفط سعودية 2019، رفض ترامب إرسال قوات أو بطاريات باتريوت مجاناً، واشترط الدفع.
ما غيّر الموقف الآن:
هجوم إسرائيل في الدوحة الذي أحرج قطر وهددها مباشرة.
الهجوم الإيراني على القاعدة الأميركية.
وعود قطر بعقود بعشرات المليارات مع واشنطن.
دعمها الوساطة مع حماس ومساهمتها في خطة "20 نقطة" لإنهاء الحرب في غزة.
الهدية الشخصية: الطائرة الرئاسية التي تلقاها ترامب من أمير قطر.
كل ذلك دفع ترامب لمنح قطر ما لم تحصل عليه أي دولة خليجية: التزام رئاسي صريح بالدفاع عنها.
الخلاصة: الاعتذار العلني الذي أجبر ترامب نتنياهو على تلاوته للقطريين لم يكن سوى المقدمة للطبق الرئيسي – "مظلّة أمنية أميركية كاملة لقطر".