هآرتس
قراءة في مقال ينونتان ليس
في مقال يناقش أهداف نتنياهو من احتضانه لخطة ترامب الأخيرة، كتب يهونتان ليس في صحيفة "هآرتس" بتاريخ 1 أكتوبر ما يمكن تكثيفه على النحو التالي:
منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطته لإنهاء الحرب في غزة، يثار تساؤل محوري في إسرائيل: هل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ملتزم حقًا بالمبادرة، أم أنه يستخدمها للمناورة؟
رسميًا، أبدى نتنياهو دعمه للخطة في البيت الأبيض، لكنه شدد في خطابه على أن إسرائيل "لن تتردد في إنهاء المهمة" ضد حركة حماس إذا لم تتعاون. هذه الازدواجية تكشف أنه مضطر للقبول بالمبادرة أمام واشنطن، لكنه يترك لنفسه مجالًا لمواصلة الحرب أو تعطيل الاتفاق وفقًا لاعتباراته السياسية والأمنية.
الخطة الأميركية نفسها تعاني من غموض كبير: لا جداول زمنية، ولا آليات تنفيذ واضحة، ولا معايير قابلة للقياس في قضايا أساسية مثل نزع السلاح أو تحديد الجهة التي ستدير غزة بعد الحرب. هذا الغموض يمنح نتنياهو مساحة واسعة لإضافة شروط أو افتعال عراقيل، ويتيح له فرصة لإلقاء اللوم على حماس أو المجتمع الدولي في حال فشل التنفيذ.
من أبرز النقاط الخلافية بقاء قيادة حماس في غزة وفق شروط "السلام ونزع السلاح"، وهو ما يصعب على نتنياهو قبوله داخليًا. كما أن مسألة الأسرى الفلسطينيين تُطرح بشكل كمي فقط دون تحديد الأسماء، ما يفتح بابًا لخلافات حادة حول "الرموز" البارزين.
الإشارات القطرية حول نية حماس طلب تعديلات على الخطة قد تساعد نتنياهو في تعقيد المشهد أكثر، إذ يستطيع استخدامها كذريعة لعدم التقدم في التنفيذ. وفي كل الأحوال، سيتعين على الجيش الإسرائيلي، في حال وقف القتال، نقل السيطرة إلى إدارة مهنية في غزة، وهو أمر لا يزال غامضًا في تفاصيله.
محيط نتنياهو نفسه يؤكد أن الخطة غير قابلة للتطبيق بالكامل. فقد أوضح أمين عام الحكومة، يوسي فوكس، أن السلطة الفلسطينية لن تتمكن من حكم غزة كما يقترح المتوّى، مشددًا على أن الشروط المطلوبة منها لن تتحقق أبدًا. كما أكد أن الخطة لا تمهد لقيام دولة فلسطينية، وأن المعارضة لهذا الخيار مطلقة.
خلاصة القول: يحاول نتنياهو التوفيق بين الضغوط الأميركية التي تلزمه بتأييد المبادرة، وبين حساباته الداخلية التي تدفعه لعرقلة تنفيذها. وبفضل غموض خطة ترامب، يملك رئيس الوزراء الإسرائيلي مساحة كافية لإطالة أمد الصراع أو الالتفاف على التسوية، دون الدخول في مواجهة مباشرة مع واشنطن.
هنا يمكننا ان نسجل نقطه اخرى لصالح قدرة نتنياهو على التلاعب والخداع وتوظيف الدعم والغطاء الامريكي وتحويل مبادرات دوليه واقليميه كخطة ترامب لمطيا يقطع بها مسافة زمنية اخرى في سبيل تحقيق هدفه الذي يبدو جليا لكل متابع : اطالة مدى الحرب ما امكن لصالح اجنداته في الداخل الصهيوني ومراعاه مصالحه سواء السياسيه كرئيس للائتلاف الحاكم او كمتهم ملاحق قضائيا لاتهامات عديده بالفساد.
لكن يبقى السؤال الحاضر بقوه الى اي مدى يمكنه الاستمرار بهذا الدور وصولا الى لحظه الحقيقه الاتيه حتما؛
هل ستكون قريبه؟؟