وصف سفير أوروبي قرار الوزير كاتس بمنع الصليب الأحمر من زيارة الأسرى الفلسطينيين في السجون بأنه مشكلة كبيرة، مشيرا إلى أن الادعاء بأن الزيارات ستسمح للأسرى الفلسطينيين بنقل المعلومات "سخيف"، وتساءل: "ماذا تخفي؟ دعهم يزورون.
وقال دبلوماسيون أوروبيون كبار وسفراء أجانب: إن "قرار وزير الجيش بمنع زيارات الصليب الأحمر للمعتقلين الفلسطينيين أمر سيئ للغاية، وقد يسبب ضررا لإسرائيل.
وفقًا لسفير أوروبي رفيع المستوى، "نؤكد منذ عامين أن هناك منظمة واحدة فقط قادرة قانونيًا على القيام بهذه المهمة، وهي الصليب الأحمر، إنه ليس كأي منظمة غير حكومية أو منظمة دولية عادية، الصليب الأحمر جزء من اتفاقيات جنيف.
وتابع: المنظمة مسؤولة عن زيارة المعتقلين كطرف محايد في أي حرب أو نزاع بين الأطراف، إنها منظمة خاصة، وهي وحدها القادرة على القيام بذلك، ولديها خبرة وتجربة واسعة.
وأضاف: "لم تسمح إسرائيل للصليب الأحمر بزيارة المعتقلين من غزة إطلاقًا خلال العامين الماضيين، لست متأكدًا مما تغير في قرار كاتس".
وأردف: أعلم أنه كان هناك مقترح بالسماح للصليب الأحمر بزيارة المعتقلين غير المرتبطين بغزة، المعتقلين من الضفة الغربية لكن ذلك لم يحدث، لست متأكدًا من أن قرار كاتس يمثل تغييرًا فعليًا في السياسة، بل يبدو استمرارًا للسياسة الحالية، وهذه مشكلة كبيرة".
ونوه: جميع الأطراف ملزمة بالسماح للصليب الأحمر بزيارة المعتقلين، وهم جميعًا يفعلون ذلك، الوحيدون الذين لا يفعلون ذلك هم الروس، هذه ليست مقارنة تريدها إسرائيل، حتى في خليج غوانتانامو، سمحت الولايات المتحدة للصليب الأحمر بالزيارة منذ الأسبوع الأول لافتتاحه عام 2002، ومنذ ذلك الحين يواصل الصليب الأحمر زيارته.
وعن عواقب القرار الإسرائيلي، قال: "هذا مثال آخر على تجاهل الحكومة الإسرائيلية للضغوط الدولية، وهذا يُثير قلق العديد من الدول الغربية، هل سيؤدي هذا إلى خطوات جديدة؟ الأمر غير معرو،. لا أحد يريد التدخل في خطة السلام، هذا هو محور الاهتمام فقط".
ويشار إلى أنه في الماضي، بررت إسرائيل رفضها السماح بزيارات الصليب الأحمر بحجة أن حماس لا تسمح لها بزيارة الرهائن، لكن هذه الحجة لم تعد صالحة بعد عودة الرهائن أحياء. أما الآن، فتستند حجة إسرائيل الجديدة إلى رأي سري لجهاز الأمن العام (الشاباك)، يفيد بأن زيارات الصليب الأحمر قد تسمح لإرهابيي نوهافا بنقل معلومات.
ولفت السفير أن هذا "سخيف"، لا أحد يشك في أن ممثلي الصليب الأحمر السويسري يسربون معلومات، على إسرائيل إعادة النظر في هذا، فهو في مصلحتها، ما الذي تخفيه؟ دعهم يزورون، هذا سيُلحق بإسرائيل ضررًا لا داعي له".
وبحسب وزارة الجيش، فإن الأمر الذي يمنع ممثلي الصليب الأحمر من زيارة الإرهابيين في السجون تم توقيعه "بناء على رأي مهني من جهاز الأمن العام"، وبعد أن "اقتنعت وزارة الجيش بأن إجراء هذه الزيارات من شأنه أن يعرض أمن الدولة للخطر".