آرَد نير – 12
ترجمة حضارات
في الأول من كانون الثاني (يناير) 2026 سيتولى زهْران ممداني منصب رئيس بلدية نيويورك، التي تُعدّ بنظر كثيرين أهم مدينة في العالم. بخلاف ما جرى في انتخابات سابقة، تنبأت استطلاعات الرأي هذه المرة بالنتائج بدقة؛ إذ فاز ممداني بفارق يقارب 10%، وللمرة الأولى في تاريخ المدينة سيتولى إدارتها رئيس بلدية مسلم وُلد في إفريقيا، وهو أيضًا أصغر من يتولى المنصب منذ عام 1892.
في خطاب النصر الذي ألقاه خلال احتفال كبير في بروكلين، كرر ممداني وعوده الانتخابية: الدفاع عن الضعفاء، ومحاسبة “الأقوياء المستغلين”، وإنهاء الفساد الذي مكّن المليارديرات أمثال ترامب من التهرب من الضرائب، قال: "سنحاسب الملاك الجشعين لأن أمثال دونالد ترامب شعروا بحرية استغلال المستأجرين، سننهي الفساد البنيوي الذي سمح لأثرياء مثل ترامب بالتهرب من الضرائب… سنقف مع العمال، لأننا نعلم تمامًا كما يعلم ترامب نفسه، أنه عندما يتمتع العمال بحقوق قوية، فإن أصحاب العمل المستغلين يصبحون صغارًا جدًا".
وختم موجّهًا كلامه مباشرة إلى ترامب: "أعلم أنك تشاهد الآن، لدي أربع كلمات فقط: ارفع صوت التلفاز الآن".
حملة تتجاوز حدود نيويورك
كانت هذه الانتخابات تتجاوز بوضوح نطاق المدينة، إذ أثارت نقاشًا واهتمامًا على مستوى الولايات المتحدة والعالم، التحذيرات من انتخاب ممداني لم تؤثر؛ فبعض خصومه وصفوا برنامجه بأنه اشتراكي سيُبعد المستثمرين والرأسماليين، وآخرون وصفوه بأنه معادٍ للسامية بسبب انتقاداته الحادة لإسرائيل.
لكن في خطابه أكد ممداني أن بلدية نيويورك "ستقف بثبات إلى جانب يهود المدينة في محاربة معاداة السامية، وستكون أيضًا مكانًا يعرف فيه مليون مسلم أنهم جزء من مؤسسات الحكم".
وأضاف أنه لو زار بنيامين نتنياهو نيويورك، فسيعمل على تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، حيث يُتهم بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب على غزة، خلال الحملة قال كثير من الناخبين إنهم سيغادرون المدينة إن فاز، لكن النتيجة أثبتت العكس.
هزيمة ترامب السياسية
ترامب راهن على هيبته في هذه المعركة، مؤيدًا أندرو كومو، الحاكم السابق المنتمي إلى أسرة ديمقراطية عريقة، خسر كومو، وخسر ترامب معه، لم تقتصر الخسارة على نيويورك؛ ففي فيرجينيا ونيوجيرسي فازت مرشحات ديمقراطيات بمناصب الحاكمة، وفي كاليفورنيا فاز الحاكم غافن نيوسوم باستفتاء لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية.
ما بعد الاحتفالات
بعد انقضاء أجواء النصر، سيكون على ممداني أن يبرهن قدرته على تطبيق سياسات اشتراكية في واحدة من أكثر المدن الرأسمالية بالعالم. أما ترامب، الذي لا يتردد في الحديث مع حماس أو طالبان أو كيم جونغ أون، ويحافظ على قنوات مع إيران، فسيعرف كيف يتحدث أيضًا مع زهْران ممداني حين يرى في ذلك مصلحة له.