قدّم رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب الليلة (بين الأربعاء والخميس) تصريحات غير معتادة حول سباق التسلح النووي العالمي، زاعمًا أن الولايات المتحدة تمتلك أكبر مخزون من الأسلحة النووية في العالم، وأن الصين ستزيد بشكل كبير عدد أسلحتها النووية خلال خمس سنوات.
وتشير بيانات من تقارير مراكز أبحاث متخصصة إلى النمو الهائل في الترسانة النووية الصينية، ويُقدَّر أن روسيا تمتلك مخزونًا أكبر من الولايات المتحدة.
وكتب ترامب على منصته الاجتماعية "Truth Social": "للولايات المتحدة أسلحة نووية أكثر من أي دولة أخرى في العالم، لقد تم ذلك إلى جانب تحديث وتجديد كامل للمخزون خلال ولايتي الأولى. روسيا في المرتبة الثانية، والصين بعيدة لكنها في المرتبة الثالثة، وفي غضون خمس سنوات ستتساوى معنا، وبسبب برامج الأسلحة النووية لدول أخرى، أمرت وزارة الحرب الأمريكية ببدء مراجعة ترسانتنا على نطاق مماثل" واختتم تصريحه بالقول: "هذه العملية ستبدأ فورًا".
المعطيات العالمية
وفقًا لبيانات الحركة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية (ICAN)، تمتلك روسيا أكبر عدد من الرؤوس النووية في العالم، حوالي 5,449 رأسًا، تليها الولايات المتحدة بفارق بسيط بـ 5,277 رأسًا، بين البلدين اتفاق يحدّ من عدد الأسلحة النووية الاستراتيجية لديهما، ومن المقرر أن ينتهي بعد نحو ثلاثة أشهر.
أما الصين فقد تضاعفت قدراتها النووية خلال السنوات الخمس الماضية، من 300 رأس إلى 600، وتشير تقديرات البنتاغون إلى أن الصين ستطور نحو 1,000 رأس نووي إضافي خلال العقد القادم.
الدول النووية الأخرى
إضافة إلى هذه الدول الثلاث، هناك ست دول أخرى تمتلك أسلحة نووية ليصبح المجموع تسع دول: فرنسا، بريطانيا، الهند، باكستان، كوريا الشمالية، وإسرائيل (بحسب تقارير أجنبية).
كما توجد خمس دول تستضيف أسلحة نووية أمريكية على أراضيها، في حين تنشر روسيا أسلحة نووية في بيلاروسيا.
ويُقدَّر أن العالم يضم اليوم نحو 12,000 رأس نووي، ورغم أن العدد انخفض تدريجيًا منذ ذروة الثمانينيات، يتوقع كثيرون أن تتوقف هذه التراجعات بل تنعكس مع تصاعد التوترات الدولية.
العودة إلى التجارب النووية
أعلن ترامب أيضًا أن الولايات المتحدة ستستأنف التجارب النووية بعد 33 عامًا من توقفها.
لم تُجرِ أي دولة في القرن الحالي تجارب نووية سوى كوريا الشمالية، بينما كانت آخر تجارب روسيا والصين في التسعينيات.
وقد قلّت الحاجة لإجراء تجارب فعلية بفضل التطور في المحاكاة النووية الحاسوبية.
إيران والدول السابقة
تُعد إيران "دولة على عتبة النووي" أي قريبة جدًا من امتلاكه، وتشير التقديرات إلى أن حرب 12 يومًا والقصف الذي طال منشآت نطنز وأصفهان وفوردو، إضافة إلى اغتيال مسؤولين إيرانيين، قد أخّرت المشروع الإيراني، لكن المدة غير معروفة.
قبل الحرب، قدّرت إسرائيل والولايات المتحدة أن طهران كانت على بُعد أسابيع قليلة من إنتاج سلاح نووي.
بعض الدول حاولت في الماضي تطوير سلاح نووي وتم إيقافها:
جنوب إفريقيا هي الوحيدة التي تفككت طوعًا من برنامجها النووي في التسعينيات.
إسرائيل قصفت المفاعلات النووية في العراق وسوريا لمنعهما من الاقتراب من السلاح النووي.
معمر القذافي حاول أيضًا تقريب ليبيا من السلاح النووي، لكن دون نجاح.