صناعة القادة والنخب في بلدان العالم الثالث غير الديمقراطية عملية مركبة ومعقدة، حيث لا تخضع أو تتقيد بإرادة الشعب بل بموروث تاريخي وديني أو بإرادة الدول الخارجية المعنية بالتحكم بالبلد والهيمنة والسيطرة عليه، فتشتغل هذه الدول على أشخاص محددين من داخل النخب المتواجدة أو من خارجها، تجد فيهم روح الانتهازية وضعف الوطنية مع الطموح والرغبة في الوصول للسلطة بأي ثمن، فتمدهم بطرق مباشرة أو غير مباشرة بالمال وتسخر لهم وسائل إعلامها لتلميع صورتهم وتتعهدهم بالحماية وتمارس نفوذها خفية ليتولوا مناصب قيادية.
تكون عملية صناعة القادة والنخب أكثر سهولة في المجتمعات الفقيرة والتي بها ديمقراطية شكلية أو خاضعة للاحتلال حيث يلعب المال دوراً حاسما، سواء من خلال التلاعب بالماكينة الانتخابية وممارسة الرشوة حيث يمكن أن يبيع المواطن صوته برغيف خبز أو بوعد بعمل ووظيفة أو خوفاً من فقدان عمله ووظيفته، أو خارج العملية الديمقراطية من خلال الخطاب الديماغوجي والشعارات الرنانة والمساعدات المالية.
تكون عملية صناعة القادة أكثر سهولة أيضاً إذا كان المستهدفون لتولي القيادة من أمراء الأسرة الحاكمة حيث تتعهدهم الدول ذات المصلحة ،ونقصد هنا أمريكا والغرب، بالرعاية والتوجيه ومراقبة وتسجيل كل تحركاتهم ومباذلهم وفسادهم خلال سنوات المراهقة والشباب لتتحكم بهم لاحقا وتبتزهم عندما يصبحوا قادة ومسؤولين بالوراثة، أيضا إن كان المستهدفون من السياسيين المعروفين الذين كانت لهم تجربة نضالية ضد الاستبداد أو الاحتلال أو دخلوا السجون والمعتقلات واستطاعت أجهزة المخابرات اسقاطهم أو كي وعيهم، آنذاك تكون قدرة هؤلاء على تضليل الجماهير أكبر لأن الجماهير لا تعرف عنهم إلا تجربتهم النضالية حتى وإن كانت قصيرة.