واي نت
العقيد أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، سيعتزل الخدمة خلال الأشهر القادمة. يُعد من أبرز الشخصيات المعروفة في الشرق الأوسط، إذ يتابعه الملايين على شبكات التواصل الاجتماعي، وتلقى في أكثر من مرة تهديدات على حياته. في عام 2024 أدلى أحد المنفذين باعتراف قال فيه: "خططت لاستهدافه".
منذ عام 2005 يشغل أدرعي منصبه كمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، ومثّل الجيش في وسائل الإعلام العربية المختلفة. خلال الحرب الأخيرة، في فبراير 2024، كُشف أن أحد منفذي هجوم رענانة، الذي أسفر عن مقتل امرأة وإصابة 18 شخصًا، كان قد التقى صدفة بأدرعي، تتبعه، وحاول استهدافه، لكنه لم يكن يحمل سكينًا حينها. لاحقًا عاد إلى المكان مزودًا بسكين باحثًا عنه، لكنه فشل في العثور عليه. قال خلال التحقيق: "أردت تنفيذ عملية نوعية". بسبب كثرة التهديدات التي تلقاها، تم تخصيص حراسة دائمة له.
في مايو الماضي، قلد الحوثيون في اليمن أسلوبه، فبعد الإعلان عن بدء العملية البرية في غزة، نشروا "بيان إخلاء" مشابهًا للبيانات التي اعتاد أدرعي إصدارها، جاء فيه: "خلال الساعات القادمة سنقصف مطار بن غوريون، يجب مغادرته فورًا"، وأرفقوا صورة من المطار. وغرّد حينها القيادي الحوثي نصر الدين عامر عبر منصة X قائلًا: "خلال الساعات القادمة ستنفذ القوات اليمنية عمليات عسكرية ضد مطار بن غوريون ومطارات صهيونية أخرى".
عادةً ما يتوجه العقيد أدرعي في بياناته إلى المتواجدين في مناطق ينوي الجيش الإسرائيلي قصفها، موضحًا أن السبب هو استخدام المنظمات المسلحة للمنشآت هناك، داعيًا المدنيين إلى المغادرة ومؤكدًا أن البقاء في تلك الأماكن يعرض حياتهم للخطر. ويبدو أن الحوثيين حاولوا الرد بالمثل.
في العام الماضي، أثار أدرعي جدلًا واسعًا في لبنان بعد أن دخل جنوب البلاد وقام بجولة في قريتي كِلا والعديسة، ما أثار غضبًا بين اللبنانيين. فهو معروف بتصريحاته الحادة ضد الإعلاميين والنشطاء المؤيدين لحزب الله. قال حينها إنه جاء "ليفحص المناطق التي حوّلها حزب الله إلى قواعد عسكرية أمامية". بعض اللبنانيين شككوا في دخوله فعليًا الأراضي اللبنانية، معتبرين أن الصور التقطت من الجانب الإسرائيلي.
نشر أدرعي أيضًا مقطع فيديو من العديسة، يظهر بين أنقاض أحد المنازل، وقال: "تم تدميره لأن حزب الله استخدمه كمعقل إرهابي. هذا هو حال الكثير من المباني في جنوب لبنان وأماكن أخرى من البلاد. نحن نواصل تدمير مخابئ حزب الله".
من هي خليفته المحتملة؟ "كابتن ألا"
التي يُتوقع أن تخلف أدرعي في المنصب هي الرائدة ألا واعية، نائبة رئيس قسم الإعلام العربي في وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، والمعروفة باسم "كابتن ألا". في مقابلة لها في مؤتمر الأمن والخدمة الذي نظمته ynet و"يديعوت أحرونوت" ومعهد دراسات الأمن القومي (INSS) في يوليو الماضي، قالت:
"الساحة الإعلامية هي ساحة قتال. إنها حرب لا تقل صعوبة عن أي جبهة أخرى".
وأضافت واعية، المولودة في عائلة مسلمة من مدينة كفر قاسم:
"عندما ننظر اليوم إلى السابع من أكتوبر، نرى أن مقاتلي حماس دخلوا إسرائيل ومعهم الكاميرات بهدف تغيير الوعي وبناء دائرة الكراهية. نحن في المقابل نأتي لنُظهر الحقيقة، نكشف ما يفعله الطرف الآخر ونُقدم روايتنا، وهذا مهم جدًا، فهي معركة على الوعي وعلى الحقيقة".
وأوضحت أيضًا:
"نحن حاليًا موجودون في كل بيت في الشرق الأوسط. أدواتنا هي الإعلام التقليدي في العالم العربي ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية. اليوم، كل شخص يحمل هاتفًا أصبح بمثابة مراسل أو صحفي، ونحن هنا لنعرض شيئًا مختلفًا، ليس تلاعبًا، بل صورة أوسع وأشمل".
وعن نشاطها على وسائل التواصل، قالت:
"لدي نصف مليون متابع على تيك توك، وأنا أيضًا على فيسبوك وتويتر وإنستغرام، ولكل منصة جمهورها. في تويتر أجد أصحاب الرأي والصحفيين، في فيسبوك أرى جمهور اتفاقيات أبراهام، في تيك توك الجمهور من الضفة وغزة، أما في إنستغرام فالمتابعون متنوعون من الغرب، ومن إسرائيل، ومن المجتمعات العربية عامة، بما في ذلك اللبنانيون. جمهور الهدف هو الجمهور العربي في الشرق الأوسط".