بقلم/ إبراهيم المدهون
من الصعب الحديث عن اغتصاب نسائنا في السجون، وكل ما قام به الاحتلال الإسرائيلي سيدفع ثمنه أضعافًا مضاعفة، هذه جريمة لا تقل عن جرائم الإبادة والقتل والتدمير والقهر؛ إنها امتداد لجرائم التوحش السادي والنازي والفاشي وجرائم وحوش آكلة لحوم البشر.
فهذه الجريمة تدل أن الاحتلال الإسرائيلي آيلٌ للسقوط، ربما في السابق، قبل طوفان الأقصى وقبل حرب الإبادة التي استمرت عامين، كنت أرى أن هناك قشرة قيمية وأخلاقية تغلّف هذا الكيان، مما يجعل من الصعوبة على العالم تقبّل زواله وتفككه.
ولكن ربما ما قام به في غزة من تدمير وقتل واغتصاب ووحشية وتجويع أظهر أسوأ ما فيه، بل أظهر حقيقته القائمة على موروث وعقيدة وثنية دموية. الأغيار دواب تُنحر بلا أي قيم أو معيار أخلاقي، مما يعطي تصورًا واضحًا عن كيف ستكون نهايته المروعة؛ فكل كيان يتوحّش يزول.
باعتقادي أن شهادة الأسيرات حول اغتصابهن بهذه الطريقة البشعة المقززة هي القشة الأخيرة التي ستقسم ظهر إسرائيل.
لقد اختلقت إسرائيل قصصًا كاذبةً حول عمليات اغتصاب مزعومة في السابع من أكتوبر، ولم تأتِ بدليل أو شاهد يثبت ذلك بتاتًا. ومع ذلك صارت المؤسسات الدولية والإنسانية تتحرّك، واليوم ننتظر من العالم العربي والإسلامي أولًا، ومن شبابنا الفلسطيني في غزة والضفة والخارج بعد أن تواترت الأحاديث وتأكدت صور ومشاهد وروايات الاغتصاب ألا يكتفوا، بل أن يجعلوا هذه القضية شغلهم الشاغل، قضية لا تهدأ حتى تحقيق العدالة لشعبنا وقضيتنا، والثأر لحرائر غزة.