ضغط ترامب يؤتي ثماره: ضربة قاسية لصناعات النفط في روسيا وإيران
ترجمة حضارات

قناة 12 العبرية 

ترجمة حضارات 

سلسلة العقوبات التي تفرضها إدارة ترامب، إلى جانب دعم من الاتحاد الأوروبي، أدّت إلى ضرر بالغ في واردات النفط الصينية من روسيا وإيران. وتشير التقديرات إلى أن واردات النفط من روسيا إلى الصين قد تهبط هذا الشهر بنحو 800 ألف برميل يوميًا، ومن إيران بنحو 400 ألف برميل يوميًا. الضغط يتزايد: حتى ثاني أكبر مستورد في العالم يبطئ مشترياته.

توسيع العقوبات يوقف التدفق

توسيع العقوبات من قِبل إدارة ترامب على موانئ ومصافي تكرير في الصين يؤدي إلى تباطؤ كبير في تدفق النفط من روسيا وإيران — وهما دولتان تعتمدان بشكل كبير على صادرات الطاقة، وخاصة إلى الصين.
الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، تقلّص الآن بشكل حاد مشترياتها، مما يخلق ضغطًا متزايدًا على اقتصادَي موسكو وطهران، وفق ما أوردته بلومبرغ الليلة الماضية (بين الاثنين والثلاثاء).

تزايد المخاوف الصينية — والمشتريات تتوقف

أكبر المصافي الحكومية في الصين أوقفت مشترياتها من النفط الروسي، وذلك بسبب العقوبات الأمريكية على شركات النفط الوطنية الروسية: "روسنفت" و"لوك أويل".
بالإضافة إلى ذلك، تؤثر العقوبات الأمريكية على محطة النفط في "ريتشاو" في الصين — التي تتعامل مع نحو عُشر واردات النفط الصينية — على تدفق النفط الإيراني إلى البلاد.

حتى القطاع الخاص يتراجع

حتى بعض المصافي الخاصة في الصين — التي عادة لا تتردد في التعامل مع نفط "حساس" — تمتنع الآن عن شراء النفط الروسي.
السبب: قرار الاتحاد الأوروبي وبريطانيا إضافة شركة "Shandong Yulong" إلى القائمة السوداء للعقوبات، وهي شركة تُعد من المشترين المركزيين للنفط الروسي.

الآثار العالمية: حتى الهند تُقلّص

الحيطة الصينية تنضم إلى تباطؤ عمليات الشراء من قبل مصافي الهند.
تشير الاتجاهات إلى أن الجهد الغربي لتقليص دخل روسيا من مبيعات النفط، كجزء من الضغط على الكرملين خلال الحرب في أوكرانيا، بدأ يُعطي ثماره.

ومع ذلك، في الموانئ التي فُرضت عليها عقوبات سابقًا — مثل "دونغجياكو" في مقاطعة شاندونغ — ما تزال الحركة نشطة، ما يُلمّح إلى إمكانية تعافي تدفقات النفط في حال غياب رقابة مشددة.

الهبوط في الواردات: مئات آلاف البراميل يوميًا

وفقًا لشركة التحليلات "Rystad Energy"، قد تهبط واردات النفط الروسي المنقولة بحرًا إلى الصين هذا الشهر بـ 500 – 800 ألف برميل يوميًا — أي انخفاض يصل إلى ثلثي الكمية المعتادة.
كما أن الواردات من إيران قد تنخفض هذا الشهر بـ 200 – 400 ألف برميل يوميًا، أي نحو 30% من إجمالي الواردات.

فائض نفط "حساس" لا يجد شراءً

بحسب ما نقلته بلومبرغ عن إيما لي من شركة التتبع "Vortexa"، هناك فائض من النفط "الحساس" الذي لا يجد مشترين.
وتوضح أن المصافي الخاصة في الصين تواجه نقصًا في حصص الاستيراد، ما يصعّب عليها استيعاب نفط إضافي، ويجبر البائعين على خفض الأسعار.

طلب الصين على النفط الإيراني بقي منخفضًا منذ إدراج محطة "ريتشاو" على قائمة العقوبات في أكتوبر، بسبب صلاتها بصناعة النفط الإيرانية.
ووفقًا لـ "Vortexa"، فإن ارتفاع المخزون في شاندونغ ونقص حصص الاستيراد يزيدان من تراجع المشتريات.
ونتيجة لذلك، وصلت مخزونات النفط الإيراني المنتظرة في البحر إلى أعلى مستوى لها منذ مايو 2023.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025