وفاة كبير المفاوضين د.صائب عريقات
وكلات أنباء

أكدت مصادر فلسطينية وإسرائيلية وفاة أمير سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إثر إصابته بكورونا.

وأعلن مركز هداسا الطبي في إسرائيل، الذي كان يعالَج فيه عريقات، وفاته صباح اليوم الثلاثاء (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020)، وفقاً لما نقلته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني.

وذكرت الرئاسة الفلسطينية أن جثمان عريقات سينقل إلى مستشفى بالقرب من رام الله، وسيتم تنظيم جنازة عسكرية في المقاطعة حيث مقر الرئاسة الفلسطينية، قبل مواراة جثمانه الثرى في مدينة أريحا حيث عاش معظم حياته. 

ونعت حركة "فتح" الفلسطينية على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي القيادي الكبير. 
وأعلن الرئيس محمود عباس تنكيس الأعلام لمدة ثلاث أيام، حداداً على رحيل عريقات. وقال الرئيس الفلسطيني إن وفاة كبير المفاوضين الفلسطينيين "خسارة كبيرة لفلسطين ولأبناء شعبنا". وجاء في بيان النعي أن عريقات "أمضى حياته مناضلاً ومفاوضاً صلباً دفاعاً عن فلسطين، وقضيتها، وشعبها، وقرارها الوطني المستقل.
يذكر أن عريقات البالغ من العمر 65 عاماً، كان قد نُقل إلى المركز الإسرائيلي للعلاج في الـ18 من تشرين أول/ أكتوبر عقب تزايد حدة الأعراض التي كان يعانيها من جراء إصابته بالفيروس التاجي.
وخضع عريقات قبل ثلاث سنوات لعملية زراعة رئة في الولايات المتحدة. وكان أطباء المركز الإسرائيلي أكدوا أن علاج عريقات يشكل "تحدياً هائلاً" كمريض زرع رئة جهازه المناعي ضعيف. 
صعد عريقات إلى الصدارة كشخصية إعلامية في مؤتمر مدريد للسلام في العام 1991 في مدريد. ومثّل الأستاذ الجامعي المولود في القدس في العام 1955، شخصية محورية في الساحة الفلسطينية ومحاور لا يمكن تجاوزه للمبعوثين الأجانب، يتحدث الإنكليزية بطلاقة، ويتمتع بحس الفكاهة. 
وانتقد التطبيع الأخير المعلن بين إسرائيل ودول عربية. ورأى عريقات أن اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات "يقتل" حل الدولتين و"يقوي المتشددين" و"يقضي على" أي إمكانية لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
يلقب عريقات بكبير المفاوضين الفلسطينيين باعتباره رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية منذ 2003. وقد استقال من هذا المنصب في شباط/فبراير 2011 بسبب كشف وثائق حول مفاوضات السلام مع إسرائيل ما بين 1999 و2010، والتي بثتها قناة الجزيرة الفضائية.

وبوصفه الأكثر قدرة على المناورة في اللعبة السياسية، أطلق عرفات على عريقات لقب "شيطان أريحا" كما انتقل بعد رحيل عرفات 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، ليصبح أحد المقربين من الرئيس عباس أيضا، وعين وزيرا لشؤون المفاوضات بالحكومة التي رأسها أحمد قريع عام 2005.

ولد عريقات في بلدة أبو ديس شمال القدس المحتلة، في 28 من أبريل/نيسان 1955، وعُرف كأبرز السياسيين والدبلوماسيين في القيادة الفلسطينية بعد أن بدأ نائبا لرئيس الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، وما تلاه من مباحثات في واشنطن خلال عامي 1992 و1993، وعُيِّن رئيسا للوفد المفاوض بعد توقيع اتفاق أوسلو نهاية عام 1993.

وينحدر عريقات من إحدى عائلات بلدة أبو ديس (شرقي القدس المحتلة) لكنه سكن في منزل ورثه عن والده في أريحا.

سافر وهو في سن 17 إلى سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، ثم حصل على شهادة من جامعة ولاية سان فرانسيسكو الأميركية وجامعة برادفورد البريطانية التي حصل منها على درجة الدكتوراه في دراسات السلام.
وحسب سيرته الذاتية، نال عريقات درجة الدكتوراه وحصل على الجنسية الأميركية، وعمل صحفيا في جريدة القدس الفلسطينية لمدة 12 عاما، ثم محاضرا للعلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس حتى انتقاله لقيادة الفريق الفلسطيني المفاوض مطلع التسعينيات.

انتخب عضوا في أول مجلس تشريعي فلسطيني ممثلا عن أريحا عام 1996. وكان أحد المقربين من الزعيم الراحل ياسر عرفات إبان اجتماعات كامب ديفيد عام 2000 والمفاوضات التي أعقبتها في طابا عام 2001. وشغل عريقات منصب أول وزير للحكم المحلي في أول حكومة تشكلها السلطة الوطنية بقيادة عرفات.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023