العــداء للتقــدم وليــس للإخـ ـــوان المسلميــــن

د. ناصر ناصر

كاتب وباحث سياسي

حرص السعودية على تعميم خطبة الجمعة على كل مساجد المملكة للتأكيد على حربها لجماعة الاخوان المسلمين هو إصرار عجيب وغريب ، فقد نجحت المملكة والامارات في توجيه ضربات قاسية جدا لجماعة الإخوان المسلمين في كل مكان وخاصة في مصر ، فماذا تريد من الإخوان بعد ذلك ؟

 إن هذا الاصرار المعيب يدل بوضوح على أن الاخوان كفكرة أي الاسلام الوسطي والمعتدل لا يمكن القضاء عليه بأي شكل من الاشكال ، فهو راسخ في جذور العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة ولن تنجح عائلة حاكمة مهما ملكت من المليارات بل الترليونات من أموال الأمة العربية والاسلامية ومهما تحالفت مع أعتى قوى الارض وعلى رأسهم نتنياهو وترامب أن تقضي عليها . 

ها هو ترامب قد زال ونتنياهو في قفص الاتهام وخلف قضبان السجن قريبا ، أما السعودية والامارات فنرجو ونتمنى أن يتولى امورهما الصالحين منهم ، وأن يزول قريبا الفاسدون والمفسدون في الأرض من حكامهم . 

إن إصرار السعودية والإمارات على توجيه ضربات للإخوان المسلمين يدل بوضوح على أن هذه الحركة هي الآخر العربي المسلم الذي ترى الأنظمة فيه نقيضها ، فلا استبداد ولا تبعية ولا تطبيع بل شورى وديموقراطية ونهضة ومقاومة وحوار وقبول الآخر ، والثقة بأن البقاء للأصلح وإن كان بقوة أقل من الأقوى الغاشم .
لا تعادي الأنظمة الحاكمة المستبدة الإخوان فحسب بل كل القوى التقدمية النهضوية والديموقراطية التي تطالب بحق الشعوب في اختيار حكامها والتاحكم في مقدراتها ومواردها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023