صواريخ غزة تدك الاحتفاء باغتيال " طهران "

د. ناصر ناصر

كاتب وباحث سياسي

صواريخ غزة تدك الاحتفاء باغتيال " طهران "
بقلم ناصر ناصر 
15-11-2020 
انطلقت صواريخ غزة فجر اليوم الأحد باتجاه اسدود ومنطقة عيون قارة -ريشون لتسيون لتنطلق في أعقابها صفارات الانذار وصواريخ القبة الحديدية ولتسقط شظاياها وتصل الى منطقة بيت يام شمالاً ، زارعةً الرعب في قلوب المحتلين ومتخذي القرار في تل ابيب ، ويبدو لحفظ خط الرجعة وفتح احتماليات الرد والتصعيد فقد أعلنت الاستخبارات الاسرائيلية أنها تدرس امكانية انطلاق الصواريخ بسبب البرق ، ومع ذلك فلم يمنع الامر توجيه ضربات اسرائيلية لغزة محدودة من الناحية العسكرية ، ولكنها تؤثر في ظل أوضاع غزة الصعبة .
وقد أحبطت هذه التطورات أو أضعفت على أقل تقدير احتفالات وسائل الاعلام الاسرائيلية والتي ظهرت على شكل تخصيص كل الصحف الاسرائيلية صفحاتها الأولى وبعضها الثانية والثالثة والرابعة والخامسة لما كشفت عنه صحيفة نيويورك تايمز بقيام الموساد الاسرائيلي وبطلب أمريكي بتنفيذ عملية اغتيال "بطولية" لأبي محمد المصري رجل القاعدة المتهم بتفجيرات كينيا وتنزانيا ، وذلك رغم نفي طهران ذلك .
بغض النظرعما إذا كان اطلاق صواريخ غزة بسبب عوامل الطبيعة أو بقرار من هذا التنظيم أو تلك المجموعة ، فإن الواضح أن لغزة كلمتها المؤثرة والواضحة وتحديدا في مجال الصمود والمقاومة ، وقد حققت وبشكل غير مقصود هدفاً كامناً هو المس بجدول الأعمال الامريكي الاسرائيلي ، حيث كان توقيت نشر اغتيال المصري مدروساً لخدمة السياسيين في امريكا واسرائيل ، وهو الامر الذي دعا النائب السابق لرئيس الموساد رام كوهين للقول : ان الاعلان عن مثل هذه العمليات خطير ويخدم ترامب ونتنياهو .
من جهة أخرى فان صواريخ غزة تقول نحن هنا " إنا باقون " وعلى حكومة الاحتلال ان توقف أساليبها " الحقيرة " في المماطلة والكذب وأن تنفذ تعهداتها في اطار تفاهمات برعاية اقليمية ، وهذا لا ينفي التقدير للموقف العام والسائد فلسطينياً وحتى اسرائيلياً والذي لخصه المراسل العسكري لشبكة كان صباح اليوم الاحد 15-11 : " حماس غير معنية بالتصعيد ، ولكن أوضاع غزة الاقتصادية الصعبة ومواجهة الكورونا وخيبة أمل حماس من تقدم موضوع التهدئة لا يشجعها على ضبط الأوضاع الأمنية مع اسرائيل " ، ويبدو أن عوامل التصعيد تتزايد بسبب ممارسات الاحتلال المستمرة . 
تدرك المقاومة الفلسطينية في غزة أن الوصف الأفضل للوضع الحالي في غزة " عالق " ، وقد يقول آخرون بأنه ليس عالقا فحسب بل يتراجع ، وبأن أدواتها للضغط على حكومة الاحتلال لم تجدي ثمارها المطلوبة حتى الان رغم مرور سنوات على استخدام مثل هذه الأدوات ، وبالتالي فمن المفترض أنها تقوم الآن بعملية تقويم ومراجعة لمسألة : هل أدواتنا غير كافية وعلينا امتلاك المزيد مهما كلف الامر من ثمن ، أم أن علينا إعادة النظر في طريقة استخدام ما لدينا من أوراق ؟ أم كلا الأمرين معاً ؟ وهو المرجح في هذه المرحلة .

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023