الدور الاسرائيلي في أذربيجان وفق الرئيس الأرمني ساركيسيان
بقلم ناصر ناصر
16-11-2020
من الممكن ملاحظة الدور الاسرائيلي في اذربيجان ومعارك ناغورني كاراباخ على وجه التحديد من خلال معاينة اللقاء الذي أجراه الصحفي الاسرائيلي يانيف خليلي في ملحق يديعوت احرنوت الجمعة الماضي 13-11-2020 ، مع ما يتطلبه الامر من تحفظ على ان المصدر منحاز تماما لأرمينيا ، وقد تشوبه شائبة محاولة تبرير الهزيمة الأرمنية في ناغورني كاراباخ .
يؤكد الرئيس الأرمني أرمن ساركيسيان أن النصر في اذربيجان هو تركي بامتياز ، وأن الأذريين نفذوا أوامر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان . يقول بالحرف : " تركيا هي الحليفة الكبرى لاذربيجان وقد ضغطت عليها كي تبادر للحرب .... الأذريون نفذوا المؤامرة التركية وأشعلوا المنطقة " ، ومن اللافت أيضا أنه كان يحرض اسرائيل على تركيا من خلال تأكيده ان تركيا تعادي اسرائيل " تركيا تحب زرع عدم الاستقرار في العالم ، وهي تعمل في مصر وليبيا والعراق وسوريا ، تعمل ضد اليونان وقبرص وبالتأكيد ضد اسرائيل كجزء من رؤية اردوغان في إعادة الخلافة العثمانية المدمِرة .
من جهة أخرى اتهم الرئيس الأرمني في المقابلة الخاصة مع يديعوت اسرائيل بأنها تدعم الأذريين ، عندما قال : " علمنا أنه وخلال سنوات زودت اسرائيل أذربيجان بوسائل قتالية وحسبما نعلم كانت تلك طائرات اسرائيلية بدون طيار ، لكنها مخصصة لجمع المعلومات والاستخبارات ، ولكن ليس طائرات هجومية "، ثم أضاف ما يشبه التناقض مع نفسه " عملياً اليوم الأول للحرب استخدم الأذريون الطائرات الاسرائيلية بدون طيار لتنفيذ هجمات صعبة ضد المدنيين في ناغورني كاراباخ " ، إن لم يكن هذا تناقض فهو يعني ان الأذريين وبالطبع بمساعدة حلفائهم الكبار الأتراك قد قاموا باستخدام هذه الطائرات التي كانت مخصصة للاستخبارات للقيام بهجمات . ومن ثم أضاف وبنوع من التبرير لاسرائيل " نحن نفهم انه توجد عقود بيع سلاح بين اسرائيل وأذربيجان ، ولكن كان على اسرائيل ان توقف التسليح ولو بشكل مؤقت ، وقد اتصلت بالرئيس الاسرائيلي ريفلين وطلبت منه توضيحات ... استدعينا سفيرنا من اسرائيل للتشاور والاحتجاج . "
الرئيس الأرمني كاد يبكي من الرجاء لوقف السلاح الاسرائيلي لاذربيجان ولوقف علاقة اسرائيل مع تركيا ، ولم يوفر تحريضا ضدها إلا قاله ، ومن ذلك أنه زار اسرائيل وحضر ذكرى 25 عاما لتحرير معسكر اوزفتز ، وفي المقابل الرئيسان التركي والأذري لم يحضرا ، وكأنه يقول نحن أقرب إليكم من تركيا ومن أذربيجان .
بالنسبة للدور الاسرائيلي في أذربيجان ،فقد أشار الصحفي يانيف خليلي لبعض التقارير التي لم يسمي مصدرها بالضبط بأن التدخل الاسرائيلي في اذربيجان كان جزءا من الاستراتيجية الاسرائيلية للتعاون مع دول معتدلة على حدود ايران ، وفي تقرير آخر فان اسرائيل تستخدم أذربيجان كقاعدة لجمع المعلومات وكبوابة لدخول عملاء الموساد لايران وقد تكون قاعدة لانطلاق هجمة اسرائيلية ضد ايران في المستقبل .
يمكن القول ان العلاقات بين أذربيجان-تركيا-اسرائيل معقدة للغاية ، وهي جزؤ من تعقيدات التحالفات السياسية والعسكرية في العالم ، ولا بد من التأكيد بأننا كفلسطينيين وكعرب ومسلمين لا نرحب بل ونرفض أي علاقات تدعم وتعزز دولة الاحتلال الاسرائيلي .