الرد الحمساوي: الوطن أسمى من المؤامرة

د. ناصر ناصر

كاتب وباحث سياسي

الرد الحمساوي: الوطن أسمى من المؤامرة

بقلم : ناصر ناصر

30 أبريل 2018

لم تحمل مضامين المؤتمر الصحفي الذي عقده نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة الدكتور خليل الحية، تعليقًا على ما كشفته أجهزة الأمن التابعة للداخلية في غزة من حقائق حول محاولة اغتيال اللواء أبو نعيم ورامي الحمد الله مفاجئة أو غير متوقعة لمن يعرف حقيقة المواقف السياسية والوطنية لحركة حماس والتي تتلخص بحرص الحركة وتعاليها على جراحها من أجل مصالح الوطن ووحدة الشعب في مواجهة التهديدات الكبرى، وعلى رأسها الاحتلال .

لقد توقع بعض المحللين أن ترد حماس بالتصعيد المشروع ضد من ارتكبوا أو تورطوا في محاولة إغتيال أبو نعيم وتدبير مسرحية الحمدلله ممن يتبوؤن مراكز حساسة في الطرف المفترض أنه يخوض عملية مصالحة، ولكنها ردت بكل مسؤولية وعقلانية ووطنية من خلال محاولتها والتي يبدو أنها يائسة أو قريبة من ذلك،في إحياء ما خطط المتآمرون لاغتياله وهو المصالحة الفلسطينية الرسمية.

ولكنها وفي المقابل نجحت في إحياء الروح الوطنية وتوجهات الوحدة الوطنية لدى كل أحرار الشعب الفلسطيني بكل فصائلهم وتوجهاتهم السياسية. 

لم يأتي هذا الرد الحمساوي على المؤامرة ضعفًا ووهناً، بل نتيجة لثقة عالية بالنفس وبالحقائق التي طرحتها،ولفهم عميق لضرورات المرحلة و لحرص على إحباط محاولات إفشال مسيرة العودة المتصاعدة، كما شكل هذا الرد درسًا في الأخلاق الوطنية العالية، فهل سيلتقط أبو مازن هذه الرسالة ؟ أم سيتجاهلها ويمضي في سياساته القائمة على زيادة الهوة والشرخ بين أبناء الوطن الواحد وعقد المجلس الوطني في 30-4 واستمرار عقوبات غزة أول امتحان .


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023