اكرم القواسمي 25 عاماً خلف القضبان
أكرم ابراهيم محمود القواسمي .
النشأة والتربية
وُلد الأسير المجاهد اكرم القواسمي بمدينة القدس المحتلة ، في حي رأس العامود بجوار المسجد الأقصى المبارك ، بتاريخ 11/1/1974وقد نشأ وترعرع في بيتٍ محافظٍ وأسرةٍ كريمةٍ وله ستة إخوة وأربع أخوات ، وقد درس أسيرنا البطل المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في القدس المحتلة وكان متفوقاً في دراسته ، لكن الظروف السياسية والتي عصفت في تلك المرحلة ، الانتفاضة الأولى حالت دون أن يكمل دراسته ، وبعد فترة وجيزة من الزمن توجه إلى المدرسة الصناعية ، وتعلم مهنة ميكانيكي سيارات واستمرت دراسته وتعلم هذه المهنة ثلاث سنوات وعلى اثر هذه الدراسة حصل على شهادة توجيهي صناعي رسمية في هذا المجال من القدس .
المرحلة الدعوية والمساجد
كشجرة طيبة اصلها ثابت تؤتي اُكلاً طيباً . نبت بطلنا لعائلة ملتزمة للتعاليم الدينية حيث ادت دوراً مهماً في توفير البيئة الاسلامية والتي من خلالها انطلق أسيرنا إلى الدعوة والمساجد ، وترسخ لديه حب الدين والوطن والمسجد الاقصى الذي لا يفصله عن بيته سوى عشرات الأمتار ، كما وقد كان لمدرسة دار الأيتام الاسلامية دوراً في تنمية الجانب الديني والوطني بالإضافة الى الدروس وحلقات العلم والتجويد في المسجد الأقصى المبارك ، ومن ثمة الانضمام الى صفوف كتائب القسام .
منذ اندلاع شرارة انتفاضة الحجارة الاولى في العام 1987 انخرط أسيرنا البطل أكرم فيها وبكل قوة ، وفي أوج الانتفاضة انضم الى جماعة الاخوان المسلمين وحركة حماس في بداية التسعينات . وهنا تم صقل المرحلة الدعوية والجهادية في حياته وبعد ذلك انضم الى صفوف كتائب القسام برفقة القائد القسامي " محمد الضيف أبو خالد " وتم ذلك عن طريق الأصدقاء والمعارف ومن خلال سمعته الطيبة بين الناس ، الأمر الذي أوصله الى الجهاد والعطاء تحت لواء كتائب القسام .
وهنا كان إصرار كبير على العمل العسكري مع القائد محمد الضيف المشرف على تلك المجموعة في كافة النواحي الإعداد ، التدريب ، المتابعة ، الدعم ، التوجيه ، حيث اثخنت هذه المجموعة في المحتلين الصهاينة .
أبرز المحطات الجهادية ، كانت عمليات الثأر المقدس لإستشهاد القائد يحيى عياش باكورة العمل الجهادي . حيث عمل الاسير أكرم مع إخوانه ، الأسير حسن سلامة والأسير المحرر أيمن الرازم ، والذي تم إطلاق سراحه في صفقة وفاء الأحرار وكان كل ذلك بتوجيهات القائد أبو خالد الضيف . وأطلق على هذه المجموعة " مجموعة تلاميذ يحيى عياش " وذلك بهدف إيصال رسالة قوية مفادها أنكم قتلتم عياش لكن تلاميذه باقون له ، وعلى نهجه سائرون ,,
أما العملية الاستشهادية الأولى كانت بتاريخ 25/2/1996 الأحد الساعة 6:30 صباحاً في خط باص ايغد رقم 18 بالقدس ، والحصيلة كانت 35 قتيل وعشرات الجرحى . حيث تقدم بنفسه لله مجدي أبو وردة من مخيم الفوار وقد كان الاستشهادي فيها ، من مخيم الفوار بالخليل .
اما العملية الثانية فكانت في ذات اليوم الساعة 8:30 في محطة للجنود على مفرق عسقلان بالقرب من سجن عسقلان والحصيلة مقتل جنديين واصابة 32 اخرين بجراح ، وكان الاستشهادي ابراهيم السراحنة رحمه الله .
العملية الثالثة 3/3/1996 حيث كانت العبرة من تأدية هذه العملية هو تحدي الاحتلال وكسر الطوق الأمني الذي يفرضه بعد كل عملية وكانت الحصيلة 19 قتيلاً وعشرات الجرحى ، والاستشهادي فيها كان القائد رائد شنغوبي من نابلس .
الإعتقال والتحقيق ، تمت عملية الاعتقال بعد تنفيذ العمليات بخمسٍ وعشرين يوماً ، بتاريخ 28/3/1996 ، وذلك في كمين نصبته قوات حرس الحدود التابعة لجيش الإحتلال ، وبعدها مباشرة تم اقتياده إلى مركز تحقيق المسكوبية ومكث فيه اربعة أشهر ، واستخدمت سلطات الاحتلال معه كافة أنواع التحقيقات القاسية والفظيعة وقد تخللها التحقيق النفسي والجسدي أيضاً .
أبرز الصعوبات داخل الأسر ، وبعد انتهاء مرحلة التحقيق انتقل الى عسقلان بتاريخ 27/7 وانضم الى رفاقه في الأسر الشيخ محمد أبو طير والشهيد القائد اسماعيل أبو شنب ، والشهيد القائد صلاح شحادة والشهيد القائد ابراهيم المقادمة ، وبدأ حياته الإعتقالية بجلسات مكثفة حيث التعليم وكان السجن في تلك الفترة بمثابة معسكرات لتخريج جيل فذ وفريد قادرعلى حمل هموم الدعوة والوطن .
أبرز الصعوبات التي واجهها الأسير البطل أكرم في الأسر هي وفاة والده ، وكان حينها في سجن الرملة حيث تلقى الخبر صابراً محتسباً راضياً بقضاء الله وقدره رغم الالم الذي تسبب له ذلك .
ومن الصعوبات أيضاً كثرة التنقلات في الباص التي تسبب له آلاماً كثيرة لدى الأسير والتي تمس باستقراره ، وكذلك التفتيش الاستفزازي والمضايقات .
أبرز انجازات الأسير داخل الأسر ، لم يكتفي الأسير أكرم في الجلسات الثقافية والتنظيمية بل توسع في طلب العلم وحصل على شهادتين في الثانوية العامة ، وشهادتي بكالوريس ، الأولى تخصص تاريخ من جامعة الأقصى بغزة ، والثانية تخصص اجتماعيات من جامعة القدس المفتوحة . وأكثر من ذلك استطاع أيضاً الحصول على شهادة ماجستير في مجال الدراسات الإسرائيلية من جامعة أبو ديس ، وكذلك العديد من الدورات التدريبية والتطويرية ومنها في إدارة الاعمال والتنمية البشرية والقانون الدولي وحقوق الإنسان والصحافة والإعلام وعلم التجويد .
خدمته لإخوانه الأسرى
عمل الأسير أكرم على خدمة إخوانه الأسرى في كافة المواقع التنظيمية على مدار السنوات التي قضاها في الأسر فكان من المتميزين المخلصين في أداء الخدمة والحرص على تلبية كافة طلبات إخوانه وكان يعمل دوما على إدخال السرور الى قلب إخوانه الأسرى . كما عمل الأسير أكرم عضواً في الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة حماس ، وممثلاً لحماس امام إدارة مصلحة السجون الاسرائيلية .
صفقة وفاء الأحرار وبقاءه في السجن
في ذلك اليوم كانت المشاعر متداخلة وممزوجة بالفرحة والفخر في آن واحد .لأن الصفقة كانت تاريخية وانجاز عظيم لفلسطين والمقاومة ، خرج من خلالها مئات الأسرى من المؤبدات والأحكام العالية ، ومن جهة أخرى كانت مشاعر الحزن والأسى على فراق اخوانه الذين امضى برفقتهم سنوات طويلة ، كما أن بقاءه في الأسر زاده صبراً على البلاء . وما زال يترقب إطلاق سراحه في صفقة مشرفة أخرى .
في النهاية يتمنى الأسير أكرم أن يحتضن والدته الغالية الصابرة المحتسبة والتي طال عنائها وصبرها لأكثر من خمسة وعشرين عاما
الثقة بالله عز وجل ، ثم بإخوانه المخلصين ليكون يوم التحرير قريبا جداً .