ورقة بحثية بعنوان: في إعادة الاعتبار لمصطلح الخيانة

إبراهيم كريم

باحث فلسطيني

ورقة بحثية مقدمة للمؤتمر العلمي الأول في السجون بالتعاون مع مركز حضارات للدراسات السياسية والاستراتيجية

بعنوان: في إعادة الاعتبار لمصطلح الخيانة
إعداد: إبراهيم كريم

في إعادة الاعتبار لمصطلح الخيانة

       في المسار المتعرج لتلافيف التحولات العميقة التي ضربت الفكر والممارسة السياسية الفلسطينية فيالعقود الخمسة الأخيرة، تعرضت الكثير من المصطلحات الرائجة والمسلَّم بها، إلى عدة تكيفات أحالتها بفعلالعديد من العوامل إلى مصطلحات خارج التداول، ودخلت في قاموس فقدان الصالحية.

       من أهم هذه المصطلحات المنتمية لحقل الوطنية الفلسطينية، مصطلح الخيانة، ولكن مع الاهتزازاتالشديدة التي تعرضت لها هذه المصطلحات هذه الأيام، بدت وكأنها غير قابلة للتصريف، أو غائم الدلالة،بحيث بات السؤال هنا عم تعنيه كلمة خيانة في الحقل الوطني الفلسطيني بعد كل التحولات العاصفة التي عبرتهالقضية الفلسطينية؟  

       هنا يطرح السؤال: هل هناك من حاجة لاستعارة مفردة "خ ا ن"، وتصريفاتها من قواميس اللغة، أم أنهناك من يود محوها، وحذفها حتى من قواميس اللغة، وهل في قضية محتدمة ومقدسة كقضية فلسطين يتوه فيهاالدليل إلى درجة يتعذر معها تمييز الوطني من الخائن؟  

       أكثر من ذلك، هل باتت الخيانة كلمة سوقية كالتي كانت رائدة في فترات من التاريخ السالمي لتشنيعالمخالفين، أم هل غدت الخيانة تنطبق على الخارجين على نوع من البرامج السياسية، وهل من الظلم وصم نوعمن الأفكار والاجتهادات التي تنتمي لحريه الرأي والتعبير والتفكير العقلاني الحر بالخيانة لمجرد مخالفتهاللبديهيات الذهنية ومفاهيمها الاجتماعية والثقافية والسياسية السارية المفعول.  

       هذا يحيل إلى التساؤل الأعم حول الثابت والمتغير في قضية فلسطين، وهل مصطلح خيانة ينتميلأحدهما، أم أنه يتأرجح بينهما مثل البندول، وكما جرت العادة عند التحقق والتدقيق في أي مصطلح من أجلتعريفه، وتحديد معانيه، يتم الرجوع لأصوله وجذوره اللغوية؛ لأن المعنى اللغوي يتضمن المعنى البكر لأي مصطلح.

       وفي حال كانت هناك مسافات نسبية بين المعنى اللغوي والاصطلاحي، يقوم الدارسون بالعادة بملءالفجوة المفاهيمية بالتأويل والتعليل، وشرح الملبسات التي أحاطت بتطور المصطلح، حتى يستقيم ويستوي المعنى الاصطلاحي النهائي المقصود.  

       هناك شعور كبير ينتاب الإنسان العادي، فضال عن المعنيين والمتخصصين في حقل الصراع العربيالصهيوني، بأن الكثير من الكلمات والمصطلحات وألفاظ اللغة تعرضت لإهانة والاغتصاب والتلوث، ومن ذلكأن كلمة "سلام" لها معانٍ لغوية، وأخرى في المصطلح الديني والاجتماعي بالغة الروعة والجمال.

       مع العلم أن كلمة "سلام" هي أحد أسماء الله الحسنى، ولكن منذ تداولها الواسع بعد زيارة أنور الساداتللكيان الصهيوني عام 1977، فإن مصطلح السلام العربي الصهيوني غدا من أكثر المصطلحات المؤذيةالمعتدية والخادشة المضادة لكل ما هو حق وعدل وجمال. 

       وهناك مفردة "استعار" التي لها معانٍ في اللغة والاصطلاح الديني أنها جميلة ونابضة، وقد ورد في محكم التنزيل قوله تعالى: " هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا" ([1])

       أما معناها الاصطلاحي المترجم عن لفظ ة الإمبريالية"Imperialism"،وتعني استباحة الدماء والأموالوالثروات والأوطان، مما جعل المصطلح هنا معاكسا، ونقيضه اللغوي، فبدلا من التعمير والاستعمار والعمرانتظهر الاستباحة والتخريب والاستخراب، وهي معانٍ غاية في البشاعة والشناعة.

       يعتبر مصطلح الخيانة للكثير ين مصدرا للمس والإهانة والعدوان، وفي مر حلة ما بعد عام ١٩٦٧ مرالمصطلحبتحويرات وتغيرات وتكييفات طورا، ثم بالترك والإهمال والتجاهل والطمس تارة أخرى، وفي بعضالمستويات تم طرح المصطلح، وتداوله، والنقاش بشأنه، في حين دأب آخرون إلى محاولة شطب مادة "خ ا ن" من قواميس اللغة.

       أراد البعض لقضية محقة وعادلة كقضية فلسطين، التي طالما كانت مرآة أخلاقية كاشفة لكل خائنووطني، أن تخلو ويتم إفراغها من محتواها الأخلاقي باعتباره المضمون الأهم والأقوى للقضية الفلسطينية، وإذاكان سوق الأخلاق في الممارسة السياسية الحديثة مفلسا، ومدعاة لوصف أصحابه بالسذاجة والبساطة والجهل،خاصة في ظل هيمنة القيم الميكافيلية التي تنتعش في عالم السياسة، وتستبيح معها المحرمات، ولا تضع اعتبارًاللمثل العليا.

مع العلم أن مثل هذه الممارسة السياسية لئن كانت ناجحة في معظم بقاع الأرض، فإنها في فلسطينليس لها رواج أو تسويق، بل تبدو ساخرة، ومنكشفة الظهر على حقيقتها، فضال عن كونها صادمة معادية للفطرةالإنسانية السليمة، على اعتبار أن هذا المعنى يظهر المغزى من وظيفة 

فلسطين الجغرافية كمنطقة تصنفهاالأديان بأنها مباركة ومقدسة، وجرت على ترابها الأحداث الفاصلة الأكثر تأثيرا في التاريخ.

       وعندما تبلغ البشرية مبلغ الانحراف والاعوجاج، والتشوه والتلوث واختلاف المفاهيم، فإن من بركة أرضفلسطين، وقدسيتها، وطهارتها، هو في قدرتها على تصحيح الاعوجاج الأخلاقي لدى البشرية، وقدرتها علىالتطهير والتنظيف، وتحري إعادتها إلى صفحة الفطرة النقية السليمة. 

       تظهر المراجعات الفكرية للعشرات، بل المئات من مذك ارت الزعماء ورجال الفكر والسياسة في القرن العشرين، ممن تقاطعت سير هم الذاتية، أو جزء منها مع فلسطين، عدم وجود صعوبة في اكتشاف البعد الأخلاقيلهذه القضية، وسوف نقرأ لدى بعضهم عن قيم الشرف والبطولة والتضحية والنداء والاستقامة والإنصاف، وفيالوقت ذاته سنقرأ لدى البعض الآخر عن قيم الخسة والنذالة والخيانة والوضاعة والتآمر والهمجية واللاإنسانية. 

       تشكل القضية الفلسطينية من قراءة حوادثها التاريخية وأحداثها السياسية منذ أول استيطان يهودياستعماري في عام 1882 وحتى اليوم، أنها تمثل المرآه الأكثر كشفا وفضحا وتصويرا لكل زاوية من زواياهاالأخلاقية العديدة. ([2])

       في الوقت ذاته، فإن ما قد يفسر اهتمام العالم بالحدث الفلسطيني المتوهج طيلة الوقت، أنه رغم كل مايضج به العالم من قضايا متجددة، خاصة ما يشهده الإقليم والعالم العربي من أحداث مهولة بعد انبعاث الربيعالعربي في 2011، ولعل ذلك ما استرعى الأوساط السياسية الدولية التي تبدي استغرابها من قضية الشعبالفلسطيني التي تحافظ على تصدرها للأحداث السياسية.

       رغم وجود أحداث كارثية عاصفة تضرب أنحاء الشرق الأوسط، دون أن نجد لها أصداء في الرأي العام الأوروبي، مثلما هو الحال مع أي حدث فلسطيني. 

       كل ذلك يؤكد أن مفهوم مصطلح الخيانة مرتبط بالضرورة والتعريف بوجود المحرمات، وإن المس بهذهالمحرمات، والتجرؤ على اقترافها يسمى خيانة، وقد كان هذا واضحا في عام 1948، بل ونافعا، ومجمعا عليه،أن حينها كان الحق الفلسطيني أبلجًا، وفي الوقت ذاته فإن العدوان والاستعمار واضح لا غبش فيه؛ لذلك وجدنا أن جميع انقلابات وثورات واضطرابات خمسينيات وستينيات القرن العشرين كان لها عنوان واحد، ويتعلق بأخبارفلسطين، والانتصار لها، وبمظلوميتها، ومحاسبة من خانوها من ملوك ورؤساء وأنظمه وحكومات.

       ولكن في مرحلة متأخرة بعد هزيمة العام 1948، وفشل ذلك الجيل الثوري الموهوم من استرداد الحق والو طن السليب، أخذ الغبش والتشويش يزداد ويتكثف، وأخذت المحرمات تتزحزح وتتقهقر، فسميت الهزيمة مجردنكسة، طالما أن الأنظمة والعروش بقيت سليمة، ولم تسقط، كما 

استبدل هدف تحرير فلسطين بهدف جديدمستحدث سمي إزالة آثار العدوان، وأخذت المقاربات والمعالجات في التكيف، لكن مرحلة ما بعد حرب 1973جاءت سافرة الوجه في هذا المجال.

       من النقاشات السياسية التي شهدتها تلك المرحلة الفلسطينية أنها بدأت تعرف تسلل بعض المفاهيموالمصطلحات التي جاءت صادمة في البداية، لكنها سرعان ما أخذت مكانتها تترسخ وتتعزز، وهو ما اشتهرت بهنقاشات مقاهي ومنتديات بيرو ت الصاخبة التي تنتهي بالتراشق بالسالح في ساعات الليل المتأخرة، كما يروي صالح خلف في كتابه فلسطيني بال هوية. ([3])

       مع العلم أن صلاح خلف كما هو معروف في الساحة الفلسطينية من أهم المنظرين للعقلانية الجديد التي أخذت تخفف التهيب من الاقتراب من المحرمات، وأخذت أطروحاته العلنية مع مواقف زملائه في اللجنةالمركزية لحركة فتح تذهب باتجاه تصميم مشروعات جديدة، ومما ينسب إليه في 

هذا المجال قوله "هل يمكن أنتصبح الخيانة وجهة نظر"، وتساؤله الموجع حول أخطاء الشهداء طالما أن الأهداف التي قضوا من أجلها، كان لابد من استبدالها، بعد ظهور عدم صالحيتها، وعطبها، وقد اتضح الحق أن طرح مثل هذه الأسئلة كان بهدفالتمهيد للمسار السياسي الذي اختطته منظمة التحرير الفلسطينية، من خلال بحثها عن أهداف جديدة ومختلفة. 

       هنا يمكن تسجيل التجلي الأوضح لذلك النوع من العقلانية التي وصفت بنوع من الترحيب، والاحتفاظبها، والتعديل عليها بأنها واقعية ثورية، وتجسدت في مقررات المجلس الوطني الفلسطيني الثاني عشر لعام 1974 المسمى برنامج النقاط العشر المرحلي.

       المفكر الفلسطيني فيصل حوراني درس باستفاضة ثنايا العقلانية، وحججها، ومرافعتها التي ينتصر لها، ويمجدها، في كتابه الهام الفكر السياسي بين عام "1964-1974" ([4]) صحيح أن المقام لا يتسع لاستعراض مراحل تطور تلك العقلانية التي انتهت بنا إلى اتفاق أوسلو الكارثي، ولكن لا بأس من الإشارة لماسجلته عقلانية صلاح خلف المفرطة، وكان أمثالها الدور الممهد لما غدا عليه انحراف المنهج الوطني فيتحولاته من الوطنية إلى نقيضها.

       أما ممدوح نوفل فيذكر في كتابه ليلة انتخاب الرئيس ([5])،وهو يتعرض للنقد اللاذع الذي وجهتهمنظمات اليسار الفلسطيني في الرد على شريط فيديو سجله صالح خلف بالصوت والصورة في تونس، وعرضفي مدينه القدس المحتلة خلال مؤتمر شارك فيه أمريكيون وأوروبيون وإسرائيليون وفلسطينيون، نشرت نصهالكامل جريدة القدس يوم 23/2 /1989([6])

وقال فيها أنني "أتطلع لمستقبل تكون فيه لقاءاتنا وجها لوجه، لأنني لا أستطيع مناقشة مستقبل حياة شعبنا، ومستقبل السلام الحقيقي في اجتماعات مباشرة في المستقبل، وليس منخلال الصحف أو شريط فيديو، في الماضي اعتقدنا أن هذه الأرض أرضنا نحن وحدنا، ولم نؤمن بفكرة التعايشبين الدولتين، التي بدت بعيدة في الماضي:" 

       اللافت أن كلمة السلام وردت في الخطاب 44 مرة، وتكررت كلمة التعايش ومشتقاتها 14 مرة،والخطير في هذا الخطاب اقترابه إلى درجة كبيرة من التماهي مع الرواية الصهيونية، والمسألة هنا ليست علىسبيل منافقة تلك الرواية، ولم تكن تصريحات جزافية، بل إنها مداخلة بعيدة المدة، 

وحساب دقيق للربح والخسارة،وفق ما كشفه عدد من أعضاء القيادة الفلسطينية، والخبراء في الشؤون الأمريكية والإسرائيلية. ([7])

       نسوق كل هذه الشواهد، وهي بالمناسبة غيض من فيض، للإشارة إلى كيفية انتهاء تلك العقلانيةبتحويل المناضلين الفلسطينيين الذين قاتلوا إسرائيل في بيروت وشوارع الأرض المحتلة في الانتفاضة الأولى إلىحراس وسدنة ووكلاء لألمن الصهيوني، في نوع من السلاسة والترويض، ونزع فتيل استخدام كلمه خيانة، وقدتعرضت للكثير من تقنيات الترويض والعقلانية الفاسدة بحق من يستخدمها، ويعتنقها، وتغدو كنوع من التجديد فيالطفولة والمراهقة اللاعقلانية، وأصبح من يطلقها، كأنه أهوج متهم في توازنه وقدراته العقلية.

       يبقى السؤال الذي يقض المضاجع يتعلق بأن القضية الفلسطينية وصلت إلى مرحلة تاه فيها المرء علىالتفريق بين تسمية من هو وطني، ومن هو خائن، أو القدرة على تعريف الخيانة والوطنية، وحتى نتمكن منمعرفه ذلك فليس الأجدر تعريف ما هو الوطن الفلسطيني الذي نريد، ونناضل من أجل تحريره، وبالتالي نتمكنمن معرفة الوطني من الخائن، وهل الوطن الفلسطيني هو فلسطين الانتدابية، أم الضفة الغربية وقطاع غزة، أممناطق "أ، ب، ج" بالضفة الغربية.

       مع العلم أن الحركة الوطنية الفلسطينية دأبت منذ عشرينيات القرن العشرين على إصدار فتاوى دينية،ومواقف سياسية ضد بائعي الأرض وبائعي الضمير، ووصفهم بالخونة، ويستحقون القتل والاستباحة، ويحرمدفنهم في مقابر الفلسطينيين.([8])

       وتشير الوقائع التاريخية أن الوطنيين الفلسطينيين دأبوا على وصف هؤلاء بالعمالة والخيانة، وارتكابالمحرمات، لكتن ما حصل في سنوات الحقة من عملية تشكيك مقصودة بحرمة المحرمات، 

من خلال منهجيةوعقلانية سعت في النهاية إلى الإحاطة بالمحرمات، وإسقاطها، وصولًا إلى اغتيالها، واستمرائها، مما يجعل مسألةنزع الخيانة من التداول عبارة تحصيل حاصل.

       وهذا الأمر حدث بالفعل من خلال عملية تغيير الجلد والروح والضمير تم تدشينها في المجلس الوطنيالفلسطيني الثاني عشر عام 1974، حين تراكمت مسألة الوعي بها، وتكريسها في المجالس الوطنية المتعاقبة،إلى أن جاء طرح خيار المرحلية الذي يعني اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل، وليس مرحلية تحرير فلسطين منالاستعمار الصهيوني. ([9])

       ربما تكون هذه العملية الترويضية الأشد غرابة في تاريخ الصراعات التي تدحرجت إلى الحد الذي مرفيه اعتراف ياسر عرفات بإسرائيل، باسم الفلسطينيين، وبحقها في أخذ وطنهم فلسطين، من خلال الرسائلالمتبادلة بينه وبين إسحاق رابين يوم 1993/9/9 بأقل ممانعة متحصلة، وفي الوقت ذاته أكبر سلاسة ممكنة، وفقًا لحديث أحمد قريع بعد سنوات من اتفاق أوسلو. ([10])

       وواصل حديثه بالقول: "إننا لم نجد من يرفع السيف في وجهنا، لأن أوضاع العرب والفلسطينيين وصلتالأمور لهذا المستوى من الإذعان العام، وهو ما عبرت عنه قصيدة محمود درويش "أحد عشر كوكبا على آخرمشهد أندلسي"باللغة التعبيرية والإيجاز والانفعال، وتوثيق تلك اللحظة بوصفها المصيبة التي وقعت في تاريخناوتاريخ أمتنا".

       أما محمود عباس ([11])فإن منطق عقلانيته يعتبر بحق هادم لمحرمات الفلسطينيين، وبلغة سياسية، فالرجل ال يريد العودة إلى مدينة صفد التي ولد فيها، وهجر منها، بل إنه يطمئن جيرانه الإسرائيليين، ولم يعودواأعداء البتة، بأن الله لن يغرقهم بملايين اللاجئين الفلسطينيين، ويعتبر التنسيق الأمني مع الاحتلال مهم ومقدس، وهي الحالة الأبشع من صور العمالة الطوعية، والأكثر 

وضاعة وسوقية في العمل، كمخبر يتولى ملاحقة المناضلين والمقاومين، وتسليمهم للاحتلال بملفاتهم الجاهزة.

       أما عن المقاومة والثورة الممانعة التي طالما شكلت هوية الفلسطينيين، والصفة الأكثر شهرة لهم بين أممالأرض في تاريخهم الحديث والمعاصر، فإن عباس لا يترك فرصة إلا ويشهر بها كقيمة ومعنى وممارسة وينذرجهده وطاقته لمحاربتها، ونبذها، ويبدو أن لديه طاقة سلبية داخلية تجاه المقاومة، لدرجة لا يخفي معها، والاشمئزاز من مجرد ذكرها، ولا يتورع عن وصفها بأشنع الأوصاف من "حقيرة إلى عبثية وساذجة، وضدالمصلحة والمشروع الوطنيين"، وغير ذلك من الادعاءات.



لقراءة البحث كاملًا: في إعادة الاعتبار لمصطلح الخيانة

الهوامش والمراجع

([1]) هود، 61. 

([2]) على سبيل المثال، كتب ومذكرات: عبد الله التل، جيمي كارتر، جورج شولت، سيروس غلوب، الملكحسين بن طلال، فاروق الشرع، جورج انطونيوس، أنيس لورانس العرب، أعمده الحكمة السبعة، غلوب باشاجندي بين العرب، صالح خلف فلسطيني بلا هوية، عبد الباري عطوان وطن من الكلمات، سري نسيبه حكاية وطن كريم، لغة وطن يوميات عدنان أبو عوده من 1970 الى 1988، مناحيم بيغن كتاب التمرد.


([3]) صلاح خلف، فلسطيني بلا هوية، تحرير أريك رلو، ترجمة نصير مروة؛ فيصل حوراني، الفكر السياسي الفلسطيني "1970 إلى 1988"؛ مناحيم بيغن، التمرد. 

([4]) جريدة القدسالمقدسية، .1989 /2/23

([5]) ممدوح نوفل، ليلة انتخاب الرئيس، دار الشروق، رام الله. " :200بلغ الخلاف الداخلي ذروته عندما وجهمحمود عباس رسالة علنية لنايف حواتمه وجورج حبش على صفحات الجرائد، رد فيها عباس على اتهام قيادةالمنظمة بالانحراف عن الخط السياسي، والتراجع عن قرارات ال مجلس الوطني، ودافع في الرسالتين عن قيادة المنظمة وقيادة فتح"، و جاء نص الرسالة في مجلة شؤون فلسطينية صفحه 26.

([6]) محمد الحمزاوي، ملكية الأراضي في فلسطين بين 1918-1948، مؤسسة الأسوار عكا، 1998

([7]) صخر أبو فخر وحنا ميخائيل، سيرة مناضل في سياق مسيرة الشعب، مجله الدراسات الفلسطينية، عدد184، خريف 2014، ومذكرات الياس شوفاني، مرثية الصفاء، دار الحصاد، دمشق 61 .2009. 

([8])مقابله مع أحمد قريع في الذكرى ال23 لتوقيع أوسلو، جريدة القدس المقدسية 13 /9/2017.

([9]) حول مواقف محمود عباس، انظر وليد الخالدي حول الوضع الراهن في الشرق الأوسط، مجلة الدراساتالفلسطينية بيروت، العدد 93، بسام أبو شريف، حقيبة التاريخ، دار الفارابي، بيروت، 2014. 

([10]) حسين جعفر أغا و أحمد سامح الخالدي، مع تلاشي المؤسسات وضعف القيادة، جريدة القدس21/8 /2017، رساله مفتوحه للرئيس محمود عباس وقع عليها 180 كاتبا ومفكرا.

([11]) المستقبل العربي عدد 423، أيار 2014، وهاني المصري، رساله مفتوحة للرئيس، هناك خيار آخر،جريدة القدس، 6/2/2018، بنيامين بافارد، حلم رام الله، رحلة في قلب السراب الفلسطيني،ترجمه سناء خوري،جروس بريس فارشون، 2013.

([12])كلمة الرئيس محمود عباس أمام أعمال الدورة الثالثة عشرة للمجلس الثوري لحركة فتح 12/3/2014.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023