عارض الأزياء والكورونا .. بقلم / ناصر ناصر

عارض الأزياء والكورونا

بقلم / ناصر ناصر

5-4-2020  

بات واضحا بأن مائير بن شبات رئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي ويوسي كوهين الملقب بعارض الأزياء-دوغمان لرشاقة قوامه- رئيس جهاز الموساد هما رجلي نتنياهو الأوفياء ، بل وكلائه في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية المعروفة بتوجهاتها العميقة والمتجذرة نحو مركز يسار ، أو ما سماه نتنياهو في الأيام الأخيرة " بالدولة العميقة " التي تسيطر على اسرائيل ، وهو يحسن استخدامهما في السيطرة والاستحواذ على إدارة الدولة قدر الإمكان ، في موضوع الكورونا وعلى وجه الخصوص مما يشكل مؤشرا آخر على التدهور (المبارك) للديموقراطية اليهودية .

أما مئير بن شبات فقد أدار الخطوات ضد الكورونا عن كثب بجانب مدير عام وزارة الصحة وبرئاسة نتنياهو ، وقد وافقاه على تكتيكاته السياسية في استخدام الكورونا ، فضخّم أعداد القتلى من الكورونا الى عشرات الآلاف حتى تم الاتفاق الأولي على حكومة طوارىء وطنية  بمشاركة أحد أجنحة حزب أزرق أبيض غانتس ، ثم أصدر مجلس الأمن القومي تقديراً جديدا نهاية الأسبوع الماضي خفف منه من الأعداد المتوقعة الى حوالي ألف قتيل ، والألف كثير بما يضمن احتفاله بإنتهاء الأزمة بعد حين برقم أقل من الألف على الأرجح .

في المقابل اختار نتنياهو وفي خطوة غريبة رئيس الموساد كوهين ليشرف على تحقيق الهدف الأول للأمن القومي الاسرائيلي في هذه الأيام ،وهو انتزاع وبالأحرى سرقة -كما ألمح احد قادة الموساد- ما أمكن من مستلزمات طبية عزيزة ونادرة وضرورية لمواجهة الكورونا ، وذلك على الرغم من أن وزارة الدفاع في اسرائيل هي الأقدر والأكثر تجربة في هذا المجال ، والسبب الرئيس على الأرجح هو سياسي داخلي وهو ان وزارة الدفاع غير محسوبة على نتنياهو شخصياً ولا على زوجته كما هو حال عارض الأزياء  ،ومن جهة أخرى فان نتنياهو يعشق الأكشن والسرية والدراما التي يمثلها الموساد في عيون الرأي العام .

قد لا يكون الكورونا هو أخطر الفيروسات التي تواجهها اسرائيل فقد سبقها فيروس الانقسام وتعاظم التصدعات التي أصابت الحشمونائيم من قبل ففشلوا وذهبت ريحهم ، أضف الى ذلك تنامي ظواهر الفساد والغش والمحسوبية وما يمنع اسرائيل من الهزيمة والسقوط على الأرجح هو عدم وجود ضغط خارجي حقيقي عليها ، على شكل نضال كافٍ ضد ممارساتها وسياساتها القمعية بل على العكس تتمتع بدعم خارجي لا يريد ان يسمح لها بالتهاوي .

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023