من سيحمي الفلسطينيين من عصابات تاج مِحير؟


هآرتس - غادي جفراياهو
ترجمة حضارات 
من سيحمي الفلسطينيين من عصابات تاج مِحير؟

هزّت وخلال الأسابيع الأخيرة ثلاثة حوادث عنف دولة "إسرائيل،كان أولها مقتل إستر هورجان، أمّ لستة ومن سكان مستوطنة تال منشه خلال ممارستها للرياضة على يد فلسطيني على خلفية قوميّة، ثم تلاها مقتل الفتى المستوطن أوهفيا سندك الذي قام بإلقاء الحجارة على فلسطينيين، وقُتل خلال مطاردة الشرطة له لاحقا.جاء بعدها، إصابة ريفكا تايتل إصابة بالغة، جراء إلقاء الحجارة عليها من قبل فلسطينيين على شارع رقم 6.

لكننا شهدنا وكردّ فعل على هذه الأعمال ارتفاعا ملحوظا بعدد الهجمات التي قام بها يمينيون متطرفون ضد بعض الفلسطينين، المواطنين العرب وأفراد الشرطة الذين حاولوا ضبط الأمن والنظام خلال مظاهرات الاحتجاج التي أعقبت موت سندك.

لكننا وإذا ما تمعنا بأحداث الأشهر الماضية، فسنجد أن الصورة قاتمة جدا. حيث هوجِمَ نور شقيرات سائق باص يسكن جبل المكبّر - خلال قيادته باصه متوجها لمستوطنة بات-عاين - على يد 30 شابا يهوديا رموه بالحجارة بل واستعملوا أيضا غاز الفلفل. 
كما، وأغلق مستوطنون بنفس يوم مقتل أوهوفيا سندك الشوارع، وألقوا الحجارة على مارة شارع رقم 60. أصيب خلال هذه الأحداث فلسطينيان، كان أحدهم فتى يبلغ من العمر 14 عاما من قرية "إذنا". تم نقل الفتى المذكور للمستشفى لتلقي العلاج، إثر إصابته برأسه بحجر في منطقة كريات أربع. 

لكن إذا لم يكن هذا كافيا، فبعد مقتل إستر هورجان بيومين أصيب – خلال مظاهرة مقابل مقر شرطة "إسرائيل" القطري – شرطي حرس حدود، وهوجِمَ سائقون عرب مرّوا بالمنطقة كما وألقيت حجارة باتجاه سكّان حيّ الشيخ جرّاح.

وأضاف: لعلمكم، تقع حوادث إلقاء الحجارة، تخريب الممتلكات، الاعتداء، ملاحقة العرب الاعتداءات الجماعية في كل لحظة. وعليه فعلى السلطات المركزية فرض النظام، بل وعليها حماية الفلسطينيين بالضبط كما تحمي اليهود. 

مَنْ يسمح للإرهاب اليهوديّ إلحاق الأذى بأشجار الزيتون، السيارات، المساجد والأديرة، الكنائس والبيوت المأهولة وبسكانها، لن يقنعنا أن هذه مجرد أعمال ارتكبها شباب سُذّج. 
كما لا يمكنه أن يقنعنا أنّ عدد هؤلاء السذج لا يتجاوز الثمانين شابا وأنهم لا يشكّلون خطرا على الآخرين! كذلك كان حال أعضاء "الخلية اليهودية السريّة" التي نشطت خلال سنوات الثمانين، كان هؤلاء "يهودا أقحاحا" يذكر لهم التاريخ أنهم كانوا إهابيين بالصدفة! كتب كثيرون عنهم مقالات أثارت حينها الرحمة والشفقة، بالرغم من أنّ عددا لا بأس به منهم، كانوا متورطين بمحاولات قتل بل وبمحاولات تفجير أحد مساجد الأقصى.

لا يمكن لمعلم المعهد الديني المدعو " بري هآرتس" والذي يؤمن بكل جوارحه أنّ الحجر أداة قتل شرعية، سؤال تلاميذه المتورطين بقتل عائشة الرابي: "ما حدث؟ أيتهمونكم فعلا بالقاء حجارة؟ ثم يتابع، أتعملون كم يبلغ عدد حوادث إلقاء الحجارة في منطقة الضفة الغربية؟ إنها بالعشرات، ولعلمكم لا يحقّق فيه الجيش! وعليه أنعتبر إلقاء الحجارة محاولة قتل؟ أيّ محاولة قتل هذه يا سادة؟ وماذا عن العرب ألا يلقون الحجارة أيضا؟ (هذه أقوال الحاخام شموئيل إلياهو، في خطابه خلال محاكمته في المحكمة العليا).

ألف حاخامات كثر كتبا تبيح سفك دم العرب، بل وأصبحت هذه الكتب لاحقا دستورا لعصابة "تاج محير- תג מחיר". وعليه فلا يمكن لأحد إقناعنا أنّ هؤلاء الشباب السُّذّج لم يحرقوا، يخربوا ويقتلوا، كما ولا يمكنهم إقناعنا أن اعترافاتهم انتزعت بالقوة على يد الشاباك. فكلّ ما فعله هؤلاء المتطرفون أنهم قرأوا بل وعملوا بما جاء في كتب الحاخام اسحق جينزبورغ كـ "باروخ البطل" و" انهضي -قومي"، بالإضافة لـ "عقيدة الملك" للحاخامان يوسف إليتسور واسحق شبيرا. لا شكّ أنّ جملة: " لا حاجة لقرار أممي رسمي وواسع لسفك دم الأشرار، فالمتضررون قادرون على فعل ذلك" بالإضافة إلى جملة: "هناك حالات يسمح فيها الاعتداء على الرُضع، لأن الأمر سيعود عليهم، بالفائدة فمنبتهم من الأساس سيئ وعليه فالخلاص منهم في صالحهم" (من كتاب عقيدة الملك لمؤلفيه اليتسور وشبيرا)، أتحتمل هذه الجملة التأويل؟؟!!

وعليه فأنا أقول لكل من يدعي أن هناك "إرهابا" عربيا، تملك "إسرائيل" جيشا، شرطة وجهاز مخابرات، بل ونجد في كلّ بلدة مركّز أمن، جدار فاصلا وميزانية أمنية لا حدود لها من أجل محاربة المنظّمات الفلسطينية. لكن بالمقابل، لا يملك آلاف من الفلسطينيين لا جهاز شرطة ولا جهاز مخابرات يصدّ عنهم اعتداءات عصابات " تاج مِحير" ومظاهرات اليمين المتطرف.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023