ورقة بحثية مقدمة للمؤتمر العلمي الأول في السجون بالتعاون مع مركز حضارات
بعنوان: حماس وأزمه العلاقة مع محور المقاومة والممانعة
إعداد: براء شكارنة
ديسمبر 2020
تقديم تاريخي
في عام 1143م تحرك جيوش الإمارات الصليبية المسيطرة على فلسطين بقياده الملك أماريك الأول في حمله عسكريه ضخمة؛ لغزو مصر، وبفضل تفوقها العسكري اخترقت تلك الجيوش ساحل الشمال في صحراء سينا، وـحدثت مجزرة داميه في مدينه بلبيس شرق الدلتا، واكملت تحركها قاصده مدينه القاهرة.
آنذاك كتب الخليفة الفاطمي لمصر العاضد لدين الله رسالة استنجاد، ربطه بخصلة مفصومه من شعر امراته بحسها السلطان الشامي التركي نور الدين محمود كتب فيها: "هذه نساء الفاطميين أرسلنا إليك شعورهن ويسترخينك؛ لتنجدهن كي لا يسيبنهن الافرنج."
كانت الحرب بين سلطان الشام رفضوني قد انتهت منذ وقت قصير، وكان العداء المستشري المذهبي والسياسي كبيرًا بين المملكتين، إلا أن الشام أوصل جيشا قويا لنجدة الفاطميين.
لابد أن هذه القصة تعتبر كلاسيكيه لتوحد السنة مع الشيعة أمام عدو أجنبي محتل، إلا أن الفاطميين كانوا يقودون عملية تطهير عرقي وديمقراطي للمكون السني في مصر منذ قرن من الزمان، وكانت المشانق على أبواب القاهرة تنتظر كل داعية مسلم سني يخالف الإسماعيلية الأمامية إضافة إلى العنصرية ضد الأتراك الذين انتشروا في تلك الفترة في المنطقة العربية، هذا العداء الفكري والسياسي لم يمنع نجده الشام لمصر إلا أنه بعد هزيمة الصليبيين، وجلاءهم عن أرض مصر أكمل جيش الشام تقدمه يقتحم القاهرة ويحاول الإطاحة بالدولة الفاطمية.
ومن الضروري معرفه أن العداء بين الخصمين في هذه المحطة من التاريخ لم يكن دينيا مذهبيا كما ينخدع الكثير من المؤرخين؛ بل كان صراعًا سياسيًا استراتيجيًا قائمًا على المصالح، وتحديد المنافع السياسية في ظل وجود عدو محتل هائل القوة سينزع أرض فلسطين، ويطمع بما حولها فما أشبه الأمس باليوم.
فلسطين اليوم تحت الاحتلال الصهيوني والمنطقة تعجب النزاعات، إلى الشرق مشروع ثوري إيراني يتمدد نفوذه ليبتلع كلا من العراق وسوريا ولبنان واليمن، ويشكل هذا المشروع التوسيعي، سخطاً شعبياً بالغاً عند التيار الاسلامي والحركات الليبرالية على حد سواء، يرى التيار الإسلامي أن المشروع يشكل تمدد شيعي مذهبي على حساب المكون السني في المنطقة، أما الليبراليون فإن أكثرهم نفوذًا، دولة متزمتة تمتهن معاداة الجوار، إلى الجنون قليلا بعض من دول الخليج، تقودها الإمارات العربية المتحدة تمتلك ما يشبه مشروعا للحفاظ على الأنظمة الديكتاتورية العربية، وحمايتها من ثورات شعوبها ومن المد الإيراني تحقيق هدوء نسبي في المنطقة يرضى الغرب، ويرد الحركات الإسلامية المنتشرة في البلاد، وفي باقي الـنحاء صحوة إسلاميه شعبية مضطهدة، تتربع في سجون الحكومات المسيطرة على مقاليد الأوضاع، وبين هذا وذاك لأطرف تمتهن العداء لدولة الاحتلال.
للإطلاع على الورقة البحثية كاملة pdf: حماس وأزمه العلاقة مع محور المقاومة والممانعة