لماذا التغطية الاعلامية المحدودة للتصعيد حول غزة ؟
بقلم / ناصر ناصر
لم تثر التغطية الإعلامية المحدودة لوسائل الإعلام لما يجري من تصعيد مستمر على حدود غزة بسبب الحصار الاسرائيلي الخانق تساؤلات المراقبين فحسب ، إنما أثارت أيضا حفيظة سكان مستوطنات الغلاف ، الذين تلقوا في السابق تحيات نتنياهو و ليبرمان على قوة صبرهم و صمودهم . حين خرجوا بمبادرة تنم عن إحباطهم من مؤسساتهم الرسمية ( الحكومة و الاعلام ) ، حيث استنفروا و من على مجموعات ( الجنوب الاسود ) على وسائل التواصل الاجتماعي احتياط المصورين و الهواة لنشر" معاناتهم " المستمرة ، فما هي المعاني السياسية لهذه التغطية المحدودة؟
المعنى الاول – هو العجز السياسي لا العسكري لحكومة الاحتلال عن مواجهة أساليب المقاومة الشعبية الفلسطينية ، و على رأسها البلالين و الطائرات الورقية ، لذا لجأت الحكومة لمحاولة دفن رأسها بالتراب أو إنكار مؤقت للمشكلة . و على الاغلب لحين نضوج عقول و مواقف أعضاء حكومة اليمين للحلول و المقترحات المختلفة الهادفة للتهدئة و فك الحصار ،.
المعنى الثاني – و يشير الى سقوط الحلول العسكرية الصهيونية الهادفة لمواجهة مقاومة الشعب الفلسطيني في غزة ، فقد توصل نتنياهو و حكومته الى ما توصل له استراتيجيو المؤسسة الامنية الاسرائيلية منذ زمن أن غزة و مقاومتها لن و لن تحسم من خلال القصف و الدمار أو المزيد من الاحتلال ، لذا فلا بد من طرح حلول سياسية شاملة لقضية تحرر الشعب الفلسطيني ، وهو أمر لم تبلغه بعد نفوس و عقول قادة الاحتلال ، لذا فلا بد لهم من المزيد من الحلول الانسانية و الاقتصادية العابرة و المؤقتة حتى يستوعبوا ما لا بد منه و لو بعد حين .
المعنى الثالث – وهو الفرق الهائل بين قدرة الشعب الفلسطيني في غزة على الصبر و الصمود من أجل حقه المسلوب في وطنه و أرض آبائه ، رغم كل أساليب البطش و الارهاب الصهيوني و لسنوات طويلة ، و بين قدرة المستوطنين ( المارون بين الكلمات العابرة ) ، على تحمل أبسط وسائل المقاومة الشعبية .فشتان ما بين النائحة الثكلى و النائحة المستأجرة .
المعنى الرابع – و هو تجند وسائل الاعلام " الاسرائيلي " التي تزعم أنها حامية الديموقراطية و صوت الجمهور . لتنفيذ تعليمات و توجهات المستويات الحكومية في الدولة ، مما اضطر جمهور المستوطنين الساخط لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي .
و هكذا كشفت التغطية الاعلامية المحدودة و المقصودة للتصعيد المستمر على حدود غزة معان سياسية و نفسية عميقة في أوساط الحكومة و المجتمع الصهيوني .