تقدير موقف
بقلم ناصر ناصر
1-3-2021
قررت القيادة السياسية الأمنية في إسرائيل في أعقاب اجتماع خاص لها أمس الأحد (الرد) على إيران بعد اتهامها باستهداف سفينة إسرائيلية الخميس الماضي الساعة 22:40 في خليج عُمان بواسطة إطلاق صاروخين أرض بحر باتجاهها مما أدى لإصابتها بأضرار طفيفة نسبياً، وتعتقد إسرائيل بأن الهدف من العملية الإيرانية لم يكن لإغراق السفينة بل إيصال رسالة مزدوجة للإدارة الأمريكية على خلفية الضغوطات في موضوع العودة إلي الاتفاق النووي والثانية لإسرائيل كرد على اغتيال إسرائيل للعالم الإيراني فخري زادة.
وقد اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بتصريحات له أمس للإعلام الإسرائيلي إيران بالبحث المستمر عن ضرب أهداف إسرائيلية فيما اعتبر رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي الهجوم الإيراني تذكيرًا بالتهديد الإيراني على جبهتين النووي وما أسماه بنشاطها الإرهابي بينما رأى المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت أليكس فيشمان أن ايران قد ضربت إسرائيل في نقطة ضعفها أو خاصرتها الرخوة وهي الملاحة البحرية للتجارة الإسرائيلية في الخليج وقد اهتمت وسائل الإعلام في إسرائيل أن تذكّر بماضي إيران في مهاجمة العديد من الأهداف في منطقة الخليج منها على سبيل المثال منها ناقلات نفط في العام 2019 متناسيةً نشاطات إسرائيل الإرهابية المستمرة ضد أهداف متعددة في العراق وسوريا ولبنان وغيرها من بلدان المنطقة.
قد يأخذ الرد الإسرائيلي على إيران أشكال متعدد ومنها: هجوم عسكري مباشر ضد مواقع في الأراضي الإيرانية وهذا احتمال محدود لتداعياته الخطيرة.
عملية إسرائيلية تقوم بها القوات الخاصة تستهدف شخصيات أو مواقع في إيران وهذا احتمال متوسط؛ لمخاطره على إسرائيل.
عملية هجوم سايبر جدي وواسع يؤدي إلى أضرار كبيرة كما حدث عندما هاجمت إسرائيل مرفأ بندر عباس في شهر 5/ 2019 واحتمال هذا مرتفع.
تكثيف ضرباتها لأهداف إيرانية خارج إيران في سوريا والعراق وغيرها وهو ما يحدث باستمرار واحتمال هذا هو الأعلى.
إسرائيل تسعى أولاً لإضفاء نوع من الشرعية على ضرباتها المتكررة ضد إيران في سوريا والعراق وداخل إيران ثمّ إنها وقد يكون الأهم تسعى؛ لجرّ إيران لمعادلة الضربات المتبادلة والمحدودة، لأنها تعتقد بأنها متفوقة على إيران في هذا المجال فهي تمتلك الكثير من الأدوات والدعم الدولي مقابل أدوات إيرانية محدودة إضافةً إلى أن الأمر يخدمها من الناحية السياسية الداخلية والخارجية ويؤكد موقفها ويعززها أمام الإدارة الأمريكية بشأن الخطر والتهديد الإيراني في المنطقة.