كيف نواجه حكومة الضم
بقلم ✍? / محمود مرداوي
بعد 484 يوماً من الفراغ السياسي شُكلت حكومة في الكيان توحد فيها المركز واليمين .
بخطوط عريضة واضحة وأجندة سياسية معلنة يقف على رأس أولوياتها تطبيق صفقة القرن وضم الأغوار ومناطق شاسعة من الضفة الغربية.
هذا الاتفاق الذي جاء بفضل وباء كورونا سيدفع ثمنه الفلسطينيون، حيث أن الطرفان اضطرا إليه وهما يعلمان أنهما وقعا تحت ضغط الوباء والذي لا يسمح لهما بالذهاب لانتخابات رابعة.
الأمر الذي بنى اتفاقاً من ألفه إلى يائه على افتراض الغدر والمكر والانفجار .
نتنياهو بعد أن فشل في إيجاد حكومة تحميه من السجن وتهيئ له فضاء للاستمرار بالحكم أصر على خدش نزاهة جنرالات أبيض أزرق من خلال تعطيل إجراءات المحكمة العليا المحتملة بحقه، وتوريط المركز في مشروع الضم للأغوار ومنطقة C والمستوطنات في الضفة الغربية.
في المقابل جانتس حمى القضاء وأجبر نتنياهو على تشريع توليه رئاسة الوزراء بالنيابة وتقاسم القرار السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي والصحي في زمن كورونا بالتساوي من خلال مناصفة وزراء الحكومة والكابينيت .
إذن الشعب الفلسطيني أمام حكومة يقع الضم والاعتداء على حقوقه في قلب برنامجها وبشكل علني، فما تراهم فاعلون؟!
هل يستدعي موقفاً فلسطينياً واضحاً عملياً؟
لا يمكن التواري خلف تحليلات أو تقديرات ولا تبرير العجز بالضعف، فالموقف واضح .
آن الأوان للفلسطينيين أن يعودوا إلى سيرتهم الأولى ويعتمدوا المقـ ـاومة خطاً استراتيجياً للدفاع عن حقوقهم والعمل على استعادتها، فلا مجال للانتظار ولا مبرر مقنع بأي أمل ممكن لحماية الفلسطينيين أو استعادة حقوقهم دون مقاومـ ـتهم وتضحياتهم والعمل بأنفسهم على مواجهة هذا التحدي والاعتداء المؤرَخ والمعلَن .
نعم خيار المواجهة خيار صعب في ظل الظروف والمعطيات، لكن لا خيار سواه ولا طريق غيره في حده الأدنى من خلال التنسيق ما بين الفصائل مع أن فلسطين وما تبقى منها يستحق أن ننهي الانقسام ونوحد الصفوف ونواجه الخطوب حتى يُسمع صوتنا ونُغلق أبواب التذرع في وجه أمتنا العربية والإسلامية وأصدقائنا، وإن لم نفعل فنحن شركاء في الضياع بالامتناع عن اتخاذ القرار الصواب والعمل بما تيسر للمواجهة وإدارة الصراع.