نتنياهو أو الخامسة
بقلم ناصر ناصر
20/03/2021
تتمتع استطلاعات الرأي العام في اسرائيل بدرجة عالية من الدقة، ولكنها هذه المرة تعاني من صعوبات التنبؤ في نتائج الإنتخابات الرابعة المقررة يوم الثلاثاء القادم 23/03/2021 وذلك لسببين رئيسيين:
- الأول وجود عدة أحزاب على حافة نسبة الحسم والبالغة 3.25% أي ما يقارب 151 ألف صوت، وهذه الأحزاب هي ميرتس والقائمة العربية الموحدة لمنصور عباس، وأزرق أبيض لبيني غانتس والصهيونية المتدينة وهي تحالف سموتريتش وبن غفير ومع كل الحظر المطلوب فمن المتوقع أن تنجح كافة هذه الأحزاب في تجاوز نسبة الحسم بما فيها القائمة الموحدة لمنصور عباس، مما يجعل مهمة نتنياهو أكثر صعوبة في تشكيل الحكومة، وهذا يعني أنه كلما ارتفعت نسبة المشاركة العامة في الإنتخابات كلما تراجعت حظوظ الاحزاب القريبة من نسبة الحسم في النجاح في تجاوزها، أي نسبة المشاركة العالية هي لصالح اليمين ونتنياهو والأحزاب الكبيرة كحزب يوجد مستقبل ليائير لبيد .
- السبب الثاني في صعوبة التنبؤ لنتائج الانتخابات الرابعة هو ارتفاع نسبة المترددين ولكن ليس بين يمين ويسار أو مع وضد نتنياهو إنما داخل المعسكرات نفسها، فالتردد هو بين ميرتس والعمل وأزرق أبيض ويوجد مستقبل المتقاربة في برامجها من جهة، وحزب يمينة لبينت وأمل جديد لساعر أو حتى الليكود، بمعنى أن هذا لن يغير من صورة المعسكرات النهائية معسكر مع نتنياهو ومعسكر ضد نتنياهو، وقد تؤثر بشكل أكبر على تقرير من سينجح في تجاوز الإمتحان.
قبل ساعات من الإنتخابات الرابعة مازالت معالم الصورة غير واضحة تماماً ولكنها تشير إلى التالي:
أولاً: لا توجد شخصية معارضة منافسة لنتنياهو في رئاسة الحكومة بما يعزز احتمالات نتنياهو.
ثانياً: لن يتم وعلى الأرجح تشكيل الحكومة برئاسة شخص خارج معسكر اليمين ولن يخرج الأمر عن ثلاثة نتنياهو، بينت، ساعر والأول هو الأوفر حظاً.
ثالثاً: الإنتخابات لا تدور حول برامج إنما حول شخصية نتنياهو.
رابعاً: تأثير الأحزاب العربية ما زال موجوداً على الرغم من انفصال القائمة الموحدة عن القائمة المشتركة وقد يزداد في حالة نجاح منصور عباس في تجاوز نسبة الحسم وهو أمر محتمل جداً ولا يمكن بغير العرب تشكيل أي حكومة تقريباً في إسرائيل وهذا ما أدركه نتنياهو (ابو يائير).
خامساً: يمكن القول بوجود سيناريوهين إثنين محتملين لتشكيل الحكومة ولا ثالث لهما عملياً إلا التوجه للإنتخابات.
- الأول حكومة برئاسة نتنياهو تضم نفتالي بينيت وقد لا تحتاج للقائمة الموحدة برئاسة منصور عباس أوقد تحتاجها من أجل التغيب عن التصويت وتشكيل حكومة أقلية مكونة من 60 مقعد.
- الثاني حكومة يتداول عليها بينيت وساعر بدعم من لبيد ومعسكر الرافضين لنتنياهو وهو إحتمال ضعيف والأول هو الأرجح.