بقلم: وليد خالد
لم يعد حلما يداعب خيالاتنا.. ها نحن نرى بوادره.. ذلك اليوم القريب الذي ستقف فيه كتائب المجاهدين على أبواب القدس لتحرر المسجد الأقصى من لوثة التاريخ الطارئة، فتخلص البشرية من هذا الوباء لتعم بركة الأرض المباركة العالمين.. وبعد أن يقف الضيف ورجاله كي يؤمونا في صلاة النصر متوضئةً جباهُم بجراح الجهاد الطويل.. سيختار كثيرون أولَ شيء يفعلونه يوم التحرير؛ فمنهم من سيزور قريته التي دمرت في ال48 وهجّر منها آباؤه، ومنهم من قد يختار السجن الذي طالما اغتالت قضبانه من عمره ليحدث أبناءه عن رفاق الزنازين من قضى منهم ومن ينتظر، ومنهم من سيكحّل عينيه برؤية المرج الذي لم يره إلا في التلفاز، أو ساحل البحر الذي طالما حنّ لشاطئه... ومنهم، ومنهم، ومنهم... أما أنا فسأختار بعدها أن أسافر إلى غزة فأزور فيها قبر الإمام الشهيد أحمد ياسين.. وحينها سأقول له:
قم يا سيدي الإمام.. قم وانظر كيف صدقنا الله وعده ودخلنا المسجد كما دخله الفاروق أول مرة، وقد تبرنا ما علوا تتبيرا.
قم يا سيدي الإمام لترى ما كنت تغرسه في أرواحنا من ثقة بنصر الله، وأن طريق الجهاد سيوصلنا لتحرير القدس.. ها قد رأينا ما كنت تمنّينا به، وها قد فتح أبناؤك القدس، وحرروا فلسطين
قم يا سيدي الإمام وانظر إلى ما كنت تهمسه في آذان قلوبنا من شحن وإعداد وتعبئة فنكبّر بعدها سراً خشية أن تسمعنا آذان النفاق.. ها هو جيش تعاليمك وتربيتك يصدح بتكبيرات النصر يُسمع بها أذن الكون من مكبرات المسجد الأقصى..
قم يا سيدي الإمام وانظر إلى غرسك الذي ربيته على موائد القرآن، وعشق الأوطان، هاك أبطال (الأنفال والتوبة وآل عمران ومحمد)، ها هم يجددون عهد أبي عبيدة وخالد والفاروق كما ربيتهم أن يسيروا على خطاهم، ويعيدون أمجاد القادسية واليرموك وحطين وعين جالوت..
قم يا سيدي الإمام وانظر إلى هذا الكيان المسخ الذي طالما حفرت في أعماقنا أنه أضعف مما نظن، قم وانظر كيف ساء وجهًه أبناؤك، وداس على كبرياء غروره أحفادُك، وحطم وهْم كيانِه تلاميذُك.. قد كنت تقول لنا ذلك، وتعدنا به، وها نحن نراه.
يا سيدي الإمام أما وإنا نظن بالله الكريم الذي اصطفاك لمنزلة الشهادة ختم بها حياتك المليئة بالجهاد فلا نظنك الآن إلا في دار كالدار، وجوار أعز من كل جوار، تتنعم بما وعد الله به عباده وأولياءه، فإنا نقول لك: ها قد أحيانا الله عز وجل حتى نرى صدق وعده الكريم:" ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون" [ القصص:5، 6] " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا" [ النور:55].
قم يا سيدي الإمام.. ها هم أبناؤك: رجال " الضيف".. بالأمس أهدوا لعيون القدس القصف.. واليوم ساروا نحوها بالزحف..
يا سيدي الإمام: ها هو الجيش الذي ربيت.. وعلمت.. وغرست..
ها هو جيش الضيف.. بالأمس قصف.. واليوم زحف.
" وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا"
[ الإسراء: 7].