بقلم ناصر ناصر
سلوك حكومتي الاحتلال السابقة برئاسة نتنياهو والجديدة برئاسة نفتالي بينت في كل ما يتعلق بمواجهة غزة ومسيرة أعلام المستوطنين في القدس، يشير بوضوح إلى أن الردع الفلسطيني الذي تقوده المقاومة -وتحاول السلطة الركوب عليه بطريقة غير مهنية-يعمل بكفاءة معقولة، وينجح في تحديد قواعد الاشتباك.
ما هي مظاهر هذا الردع؟
أولا- الرسائل المكثفة التي ترسلها دولة الاحتلال إلى المقاومة في غزة من خلال مصر وغيرها لتهدئة ردود فعلها هي دليل واضح على مدى المصداقية والجدية التي تتمتع بها المقاومة في عيون المحتلين.
وقد حاول وزير الأمن (اليساري ) بارليف أن يبرر قائلًا: من حق كل مواطن أن يتظاهر، متناسياً أن تظاهر المستوطنين يتم في منطقة يعتبرها هو نفسه محتلة وحساسة تهدف إلى الاستفزاز والإثارة وتثبيت الاحتلال.
ثانيًا-قامت حكومة وشرطة الاحتلال بتغيير المسار الأصلي للمسيرة بحيث يبتعد كثيرا - وإن بدرجة غير كافية-عن المناطق الحساسة كحارة المسلمين في البلدة القديمة وباب العامود، وذلك تحت ضغط تهديدات المقاومة في غزة وسائر فلسطين، ومع ذلك نشرت قوات الاحتلال أكثر من 2500 عنصر من عناصرها لقمع أي عملية احتجاج من قبل المقدسيين.
ومن المناسب الإشارة إلى أن المقاومة الفلسطينية قد منحت المقدسيين حق تحديد مستوى وحجم وشكل الرد العسكري لها، فإن حدثت اشتباكات وتظاهرات عنيفة وواسعة وارتقى فيها شهداء أو جرحى كان الرد واسعًا ومكثفًا وفي أعلى درجاته، وهكذا..
ثالثا -حذّر رئيس هيئة أركان الاحتلال قائلًا: الوضع في الساحة الفلسطينية متفجر، ثم أمر بنشر بطاريات صواريخ القبة الحديدية لا خشية من مبادرة حماس لإطلاق الصواريخ ولكن لعلمه بمدى جنون وصبيانية كثير من المستوطنين المشاركين في مسيرة الأعلام، مما سيؤدي حتما للتصعيد.
وهكذا سمحت حكومة الاحتلال لمجموعة قليلة من المستوطنين المتطرفين بالتحكم في مسألة التصعيد والتهدئة.
أما المظهر الرابع من مظاهر الردع الفلسطيني فهو عدم رد الاحتلال على البالونات الحارقة المنطلقة من غزة وذلك بعكس وعوده العلنية والقاطعة تحت شعار: ما كان قبل سيف القدس لن يكون بعدها.
ومن أهم مركبات الردع الفلسطيني أيضًا، هو تحرك الجماهير الفلسطينية واشتباكها مع الاحتلال في كافة أماكن تواجده في الضفة والداخل الفلسطيني.
وكما أشارت صحيفة يديعوت أحرنوت اليوم: استنفار إسرائيلي على خلفية إعلان حماس اليوم ليوم غضب وخشية من تصعيد إقليمي،
وقد يكتمل الردع الفلسطيني ويؤتي ثماره المرجوة لو تجرأت قيادة السلطة على قطع التعاون والتنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال، الأمر الذي يحرمها من كنز استراتيجي كبير.