تأثير الضم – الحذر والانتظار
غيورا أيلند يديعوت احرونوت 14/6/2020
ترجمة حضارات
منذ العام 1993 سيطرت فكرة الدولتين على الخطاب العام، هذه الفكرة تعتمد على أربعة فرضيات قوية.
الأولى: حدود حل الصراع جغرافيًا في المنطقة ما بين نهر الأردن إلى البحر
الثانية : الحل يتطلب إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
الثالثة : غزة والضفة يجب أن تكون جزء من هذه الدولة.
الرابعة : الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية تعتمد على خطوط 1967م منذ 1993 وحتى 2020، كل الخطط المطروحة ما بين خطة كلينتون 2000م ، ومقترح أولمرت لأبي مازن في 2007، انطلقت من الفرضيات الأربعة.
خطة ترامب (خطة العصر) محافظة أكثر مما يبدو، وحتى هي وافقت على الفرضيات الثلاثة الأولى، ولكنها عملت تغيير جوهري بالفرضية الرابعة
تقسيم المنطقة : الخطة تمنح إسرائيل ثلاثة مناطق:
المنطقة الأولى: السيادة على غور الأردن -
المنطقة الثانية: السيادة على كل الكتل الاستيطانية.
المنطقة الثالثة: السيادة على 19 مستوطنة معزولة ستكون في قلب الدولة الفلسطينية. وكمقابل لهذا – وعندنا يميلون لتجاهل الأمر- فسينال الفلسطينيون منطقة في غرب النقب.
لا شك بأن هذه الخطة رغم سلبياتها/عيوبها أفضل لإسرائيل، ولهذا يستحق نتنياهو الفضل ، وأكثر من هذا من المنطقي استغلال فرصة ترامب في رئاسة أمريكا، والبدء في تطبيق الخطة، أي ضم كلي أو جزء من 30% المخصصة لإسرائبل، ولكن الظروف تغيرت: فأولًا : ترامب يعاني من مشكلة كبيرة داخلية ومن المشكوك الاعتماد عليه .
ثانيًا: فالأزمة الاقتصادية في الدول العربية المعتدلة تهدد استقرار الأنظمة، وتلزمها باتخاذ مواقف حادة ضد إسرائيل إن قررت تطبيق أحادي الجانب. وكمؤشر على ذلك المقال الذي تم نشره في يديعوت أحرونوت، بقلم سفير أبو ظبي في الولايات المتحدة، وفيه يحذر من أن الضم سيحطم الثقة، والعلاقات الجيدة بين إسرائيل ودول الخليج، وثالثا وهو الأهم والأكثر جوهرية فهو الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها إسرائيل بعد الكورونا. عملية الضم ستؤدي بوضوح لتغير سيئ في الوضع الأمني، فلأول مرة سيكون هناك هدف مشترك لأبي مازن وحماس؛ ليتوحدا عليه. أيضًا مجموعات التنظيمات المسلحة بدأت بالاستعداد, ولكن ليس شرطًا أن يكون مستوى العنف عاليًا، كما في فترة الانتفاضة الثانية، ولكن إذا حصل الضم وخلاله أزمة مع الأردن، وغضب في العالم، فستدخل إسرائيل اندماجًا مقلقًا لأزمة أمنية خطيرة، وأزمة اقتصادية معًا في الوقت نفسه، مع احتمالية موجة ثانية من الكورونا، كل هذا سيشكل مخاطرة غير منطقية، لا تبررها الفائدة المشكوك فيها من عملية الضم أحادي الجانب، سيعمل نتنياهو معروفًا إن وجد مبررًا جيدًا لتأجيل عملية الضم.