العالم يودع الملكة إليزابيث باكيًا
مكان

أسدلت بريطانيا الستار على سبعين عاماً من عهد ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، التي وافتها المنية في قصرها الأسكتلندي في مورال أمس -الخميس- عن عمر يناهز السادسة والتسعين (96) عاماً، بعد تدهور حالتها الصحية الذي بدأ منذ نحو سنة.

وقد عبرت الأوساط البريطانية عن صدمتها لرحيل الملكة إليزابيث، والتي وصفتها رئيسة الوزراء البريطانية "ليز تراس" بالصخرة التي قامت عليها بريطانيا المعاصرة.

وقد تم تنكيس الأعلام وخيم حزن شديد وصمت مطبق على أرجاء بريطانيا، وتوافدت جموع غفيرة إلى قصر "بيرمنغهام" باكينَ فقدان الملكة حاملين أكاليل الورود تعبيراً عن حزنهم وانكسار قلوبهم.

وأعلنت بريطانيا حالة الاستنفار والطوارئ في صفوف قوات الجيش والشرطة استعداداً لتأمين العاصمة في إطار خطة جسر لندن - والتي تمتد على عشرة أيام وتشمل مراسم تسجية جثمان الملكة ومراسم دفنها في الثامن عشر من الشهر الحالي، حيث سيسجى جثمانها في كاتدرائية "ويستمنستر" يوم الأربعاء المقبل، ليتسنى للراغبين إلقاء نظرة الوداع عليها قبل دفنها في قصر ويندسور إلى جانب زوجها الأمير فيليب الذي رحل العام الماضي.

وبعث كثير من زعماء ورؤساء دول العالم بتعازيهم بوفاتها، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي وصفها "بأنها أكثر من ملكة"، والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي نعاها قائلاً: "بأنها أسرت العالم بعهد مفعم بالكياسة والأناقة والأخلاق والدفء".

كما بعث العديد من زعماء وقادة العالم العربي تعازيهم بوفاتها مستذكرين صفاتها وإسهاماتها التي ستبقى حية بعد رحيلها، من بينهم الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وفي بريطانيا خيمت مشاعر الحزن على فقدان الملكة، وبعث رئيس الوزراء يائير لبيد بتعازيه إلى بريطانيا وشعبها، وأشار رئيس الدولة اسحق هرتسوغ إلى أن بريطانيا شهدت تغييراً هائلاً في عهدها، وإلى أنها ستبقى رمزاً للقيادة ومنارة للأخلاق والإنسانية.

وكانت الملكة إليزابيث خلَفت والدها الملك "جورج السادس"، وتولت عام ألف وتسعمئة واثنين وخمسين (1952) عرش بريطانيا وأكثر من اثنتي عشرة دولة أخرى من بينها كندا وأستراليا ونيوزيلندا، فيما كانت في سن الخامسة والعشرين، وكانت الملكة الأطول حكماً في تاريخ بريطانيا.

وعاصرت الملكة الكثير من الشخصيات والقيادات في بريطانيا والعالم، وشهدت العديد من الحروب والأزمات العالمية وكان آخر ظهور علني لها عندما صادقت على تعييين ليز تراس رئيسة للوزراء يوم الثلاثاء الماضي.

وبوفاتها تبدأ مرحلة جديدة في تاريخ العرش الملكي البريطاني، حيث يتولى ابنها الأكبر تشارلز الثالث البالغ من العمر ثلاثة وسبعين (73) عاماً العرش بعد تتويجه في قصر الملك جيمس في لندن للإعلان عنه ملكاً جديداً.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023