إعداد: ناصر ناصر
24-9-2022
دمج الضفة الغربية أخطر من تصعيدها الحالي
1- في تحليل استراتيجي ليديعوت أحرنوت، الجنرال عاموس جلعاد رئيس معهد السياسيات الاستراتيجية في جامعة رايخمان، والدكتور ميخال ميليشتاين رئيس قسم الدراسات الفلسطينية في مركز ديان، في جامعة تل أبيب:
في الأسابيع الأخيرة برز الرأي القائل بأن التصعيد الأخير في الساحة الفلسطينية، يجسد تحقيق التحذير الاستراتيجي الذي تم إطلاقه قبل حوالي عشر سنوات، حول التحديات الصعبة التي من الممكن أن تنطلق من الجانب الفلسطيني، وقد يكون هذا التحذير صحيحا ولكنه يعاني من فجوتين مركزيتين:
الفجوة الأولى: الفجوة الأولى التي يعاني منها التحذير الاستراتيجي، هي أنها تعاني من أعراض مرض ("الذئب هاجم الأغنام"، وهو تحذير متكرر، لا يتحقق لدرجة عدم ثقة الناس به حتى وقوعه في تلك المرة).
الفجوة الثانية: هذا التحذير يعاني من عدم تحقق مركبين إضافيين فيه، وهما: انفجار جماهيري فلسطيني واسع، وتفكك السلطة.
جلعاد ميلشتاين: إضافة لذلك (فإن التصعيد الحالي لا يختلف من حيث الخطورة عن موجات العنف، التي وقعت في الساحة الفلسطينية في العقد الأخير، وبالتأكيد هي أقل خطورة من تهديد الانتفاضة الثانية عام 2000).
جلعاد ملشتاين في يديعوت: للتحذيرات الاستراتيجية أهمية كبيرة، ولكنها تشذ عن المستوى الأمني، ويتم النقاش في المجال العام وفي أوساط متخذي القرار في إسرائيل.
المسألة الكبرى ليس فقط ارتفاع مستوى العنف والضعف المستمر للسلطة الفلسطينية؛ والذي ينبع في معظمه من أمراض داخلية فلسطينية لا تتعلق بالأفق السياسي أو بالدعم الاقتصادي الإسرائيلي، بل بتحديات طويلة المدى تنبع من المجال المدني والمجتمعي (الفلسطيني)، وقد تتحول لتحدي وجودي في المستقبل.
عاموس جلعاد وميلشتاين يحذرون من الدولة الواحدة
المشكلة المركزية هي الدمج أو المزج المستمر والعميق بين يهودا وشمرون / الضفة الغربية وبين إسرائيل/ الخط الأخضر في المجالات المدنية والاقتصادية، وليست "الدوشة" التي تصدرها التهديدات الأمنية المتكررة.
جلعاد ميلشتاين: التحذير الاستراتيجي الحقيقي لا يكون إذن من تصاعد العنف الفلسطيني، سواء أكان يُنفذ بأيدي شبان ليس لهم توجهات أو رجال السلطة أو حماس، التحذير الاستراتيجي الحقيقي يكون من التقدم المستمر لواقع الدولة الواحدة، وهو سيناريو قد يتحقق دون إرادة أو تخطيط.
في الجانب الفلسطيني يتصاعد الدعم لفكرة الدولة الواحدة، كوسيلة لتحقيق حقوق مدنية ومن المحتمل في المستقبل حقوق قومية، إن تم تحقيق الأغلبية الديمغرافية بين البحر والنهر.
عاموس جلعاد وميلشتاين يطرحان الأسئلة الصعبة:
هل يمكن نقاش الدولة الواحدة في اسرائيل؟
النقاش موجود في إسرائيل، ولكنه لا يتم فهمه أو تصوره حتى النهاية بكافة أبعاده وبشكل مناسب.
هل يمكن الاستمرار بالوضع القائم كما يعتقد معظم من يرفضون ضرورة الحسم في الموضوع الفلسطيني؟، وهل من المفهوم بأن الصهر والدمج المتزايد سيؤدي لوضع إسرائيل أمام مفترق طرق تاريخي، وسيكون عليها الاختيار بين نموذج حكم يشمل نوعين مختلفين من المواطنين، وبين الموافقة على إعطاء مواطنة إسرائيلية للفلسطينيين في الضفة الغربية.
عاموس جلعاد ومليشتاين: حتى وإن كان الضم لا يعني مباشرة دولة ثنائية القومية؛ بل أغلبية يهودية محدودة وهشة ومتفجرة قد تصل إلى 60-70٪، لكنها تهدد باستمرار الدولة اليهودية والديمقراطية.
في النهاية إنها أسئلة ضرورية يجب أن توضع أمام القادة والمسؤولين قبيل الانتخابات العامة، فالوقت لا يسمح باستمرار الوضع الحالي والمسألة بحاجة إلى حسم.
الاحتلال الإسرائيلي نفذ كل شروط الانتفاضة الفلسطينية، فماذا عن الفلسطينيين؟
2- جدعون ليفي في هآرتس:
إسرائيل تريد انتفاضة فلسطينية جديدة، ولا يوجد شك في ذلك؛ فلا توجد طريقة أخرى لتفسير سلوكها غير المنضبط والمنفلت في الأشهر الأخيرة ضد الفلسطينيين.
ليفي في هآرتس: ما هي الفائدة التي ستجنيها إسرائيل من فصل دموي جديد مع الفلسطينيين؟
ما تفعله إسرائيل في المناطق المحتلة لا يمكن إلا أن يؤدي لانتفاضة، وإسرائيل تعلم ذلك تماما.
هآرتس: المركبات الناقصة في الانتفاضة هي في الجانب الفلسطيني، حيث ينقص: 1.قيادة فلسطينية
2. دعم عربي ودولي
3.وحدة وطنية وروح نضالية.
فبدون هذه الشروط الفلسطينية الثلاثة، لا يمكن اندلاع انتفاضة.
ناصر ناصر: إذا ما يعيق تحول ما نراه من تصعيد في الأشهر الأخيرة، إلى انتفاضة فلسطينية حقيقية نحو الحرية والاستقلال، هو بالأساس القيادة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس، والتخاذل العربي والتآمر الدولي والانقسام الفلسطيني الذي تصر القيادة الفلسطينية على استمراره، وعدم التوجه إلى مصالحة مبنية على انتخابات حرة ونزيهة، أما الروح النضالية فهي واضحة عند الشعب الفلسطيني فهو يستمر في مقاومة الاحتلال كما تثبت هذه الأيام.