قال المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي، اليوم الإثنين، إن الاحتجاجات على مقتل الشابة محسا أميني،البالغة من العمر 22 عامًا، خططت لها الولايات المتحدة و"إسرائيل" لزعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية.
وقال خامنئي "تم التخطيط لأعمال الشغب هذه"، و"أقول بوضوح إن أعمال الشغب وانعدام الأمن هذه شكلاها أمريكا والنظام الصهيوني وعمالهم". ووصف مشهد المتظاهرات وهن ينزعن حجابهن وإحراق المتظاهرين المساجد والمصارف وعربات الشرطة بأنها أفعال "غير طبيعية".
واعتقلت شرطة الآداب أميني في 13 سبتمبر/ أيلول في طهران على أساس أنها لم تكن "محتشمة"، وبعد ثلاثة أيام توفيت في المستشفى بعد دخولها في غيبوبة، زعمت عائلتها أنها تعرضت للضرب في الحجز ، فيما تدعي السلطات أنها كانت تعاني من مشاكل صحية.
"وفاة أميني - حادثة مؤسفة"
وتحدث خامنئي علنًا لأول مرة عن الاحتجاج في إيران، وقال إن وفاة أميني "حطمت قلبي" ووصفها بـ "الحادثة المؤسفة"، وزعم أن "بعض الناس تسببوا في انعدام الأمن في الشوارع"، وأضاف أن أعمال الشغب في الشوارع كانت مخططة، كما أعرب عن دعمه الكامل لقوات الأمن الإيرانية، قائلا إنها واجهت الظلم خلال الاحتجاجات التي اندلعت في 17 سبتمبر.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية أن قوات الأمن في إيران اشتبكت مع طلاب في حرم جامعة الشريف في طهران، أمس، ونشرت مقاطع فيديو على موقع تويتر تظهر الاشتباكات في ساحات الجامعة، التي عادة ما تتصدر عناوين الصحف في فترات التوتر بين المواطنين والنظام الإيراني. الاشتباكات في جامعة شريف هي جزء من موجة احتجاجات الحجاب التي ابتليت بها إيران على مدى الأسبوعين الماضيين.
وفي أحد مقاطع الفيديو المنشور على حساب تويتر باسم 1500tasvir، يمكن رؤية ضباط الشرطة يطلقون الغاز المسيل للدموع لإبعاد الطلاب عن الحرم الجامعي أثناء سماع طلقات نارية في الخلفية، وفي مقطع فيديو آخر، يظهر عناصر من قوات الأمن يطاردون عشرات الطلاب المحاصرين في ساحة انتظار الجامعة تحت الأرض، وذكر حساب تويتر أنه اعتُقل عشرات الطلاب.
وقالت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية إن هناك "تقارير عن اشتباكات" في الجامعة، مضيفة إن وزير العلوم الإيراني زار الحرم الجامعي للاطمئنان على الوضع؛ لكن رويترز لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من تقارير عن الاشتباكات.
وتظاهر الطلاب أمس في عدة جامعات وخرجت مظاهرات في مدن طهران ويزد وكرمنشاه وسنندج وشيراز وشهيد، وسُمع خلال المظاهرات هتافات "الاستقلال والحرية والموت لخامنئي".
وتستمر موجة الاحتجاجات في التلاشي على الرغم من تزايد حصيلة القتلى يومًا بعد يوم، وعلى الرغم من الاستخدام المتزايد من قبل قوات الأمن لوسائل تفريق الاحتجاجات، مثل: الغاز المسيل للدموع والهراوات، وفي بعض الحالات، وفقًا لمقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، أُطلق النار الحي.
وبحسب منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها النرويج، "قُتل حتى الآن 133 شخصًا في أنحاء إيران"، من بينهم أكثر من 40 شخصًا لقوا حتفهم في اشتباكات الأسبوع الماضي في زاهدان عاصمة سيستان وإقليم بلوشستان.
ولم يذكر النظام في طهران حتى الآن عدد القتلى منذ بداية الاحتجاجات؛ لكنه قال إن العديد من أفراد قوات الأمن قتلوا على أيدي "مثيري الشغب والبلطجية المدعومين من أعداء أجانب". وفي الأسبوع الماضي ، أفاد التلفزيون الرسمي عن مقتل 41 شخصًا، من بينهم أفراد من قوات الأمن.
ونشرت وسائل إعلام رسمية إيرانية مقطع فيديو لطلاب موالين للحكومة يتجمعون في جامعة فردوسي في مشهد ويهتفون "الجمهورية الإسلامية خطنا الأحمر". وفي وقت سابق أمس، شكر نواب إيرانيون الشرطة خلال جلسة للبرلمان لإظهار دعمهم لقمع الاحتجاجات.
وقال محامي عائلة أميني، صالح نبهخات لموقع اعتماد أون لاين الإخباري إن الأطباء يعتقدون أن أميني أصيبت أثناء اعتقالها، ولم يُفرج عن تقرير تشريح جثة أميني والتفاصيل الطبية الأخرى؛ لكن والدها قال إنه تعرّف على كدمات في ساقها وأن النساء الأخريات المحتجزات معها قلن أنهن تعرضن للضرب، وتقول الشرطة في إيران إن أميني ماتت بنوبة قلبية ونفت تعرضها للضرب حتى الموت في الحجز.
وأمر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بفتح تحقيق في وفاة أميني وقال الأسبوع الماضي إنه تقرير الطب الشرعي سيُقدم "في الأيام المقبلة". وقالت منظمة حقوق الإنسان، منظمة العفو الدولية، يوم الجمعة، إن مئات الأشخاص أصيبوا واعتقل الآلاف في احتجاجات في إيران، وقالت وسائل إعلام رسمية إن 20 شخصًا على الأقل قتلوا في اشتباكات في زاهدان، واتهمت جماعة انفصالية من الأقلية البلوشية ببدء معركة بالأسلحة النارية في المدينة.