نحو الهدف
ناصر ناصر
الانطلاقة مستمرة
منذ أن انطلقت حماس في 14-12-1987 وهي تضع نصب عينيها تحقيق أهداف وآمال و تطلعات الشعب الفلسطيني المظلوم وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وعلى كامل التراب الفلسطيني المحتل وعاصمتها القدس الشريف، بما في ذلك حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي أخرجوا منها ظلماً وبهتاناً، من أجل ذلك جعلت حماس من المقاومة بكل أشكالها وعلى رأسها الكفاح المسلح طريقاً لها لبلوغ أهدافها، وما زالت مستمرة.
لا بد من الاشارة في هذه الذكرى العظيمة إلى بعض المقدمات الهامة التى سبقت انطلاقة حماس وجعلتها حلقة بل الحلقة الأهم من حلقات المقاومة في فلسطين، وإضافة، بل الإضافة النوعية الأبرز في معركة التحرر الوطني في العقود الأخيرة، وأهلتها لأن تكون الركيزة الأساسية لمشروع المقاومة في فلسطين؛ فحماس لم تنطلق من فراغ بل جاءت تتويجا لمسيرة العمل الاسلامي بقيادة جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، كما أنها انطلقت نتيجة لأكثر من قرار مركزي اتخذه المكتب الإداري لجماعة الاخوان في فلسطين .
لقد كان أحد أهم هذه القرارات ما أسفرت عنه الجلسة الحاسمة للمكتب الاداري في فلسطين في أكتوبر 1987، والتى تمت في منزل الاستاذ المهندس حسن القيق رحمه الله، في دورا الخليل، تلك الجلسة التى لم تأخذ حقها من التحليل والتقييم في تاريخ حركة حماس، حيث قرر المجتمعون من قادة الاخوان حينها بمن فيهم الاستاذ عبد الفتاح دخان والشيخ أحمد ياسين والاستاذ ناجي صبحة والدكتور عدنان مسودة (وآخرون لا تعلمونهم الله يعلمهم)، قرروا الانخراط بل والمبادرة للعمل الجهادي المقاوم ضد الاحتلال الغاشم .
لقد وجد القرار السابق استجابة له في العديد من الاحداث ومن أهمها -ما قدر لكاتب هذه السطور أن يكون شاهدا ومشاركاً وهو المظاهرة العنيفة والشهيرة التى تمت في 29-11-1987، حيث اشتبك شباب الأخوان في مخيم بلاطة مع قوات الجيش الاسرائيلي لساعات طوال وأسفرت عن إصابة العديد من أبناء المخيم منهم ثلاثة من شباب الحركة الاسلامية .
لقد هيىء الحدث السالف الذكر إضافة الى مجموعة من الأحداث الاخرى شباب الحركة الاسلامية، وأعدهم لقدر الله عز وجل لانطلاق الانتفاضة الاولى 8-12-1987 وانطلاقة حماس 14-12-1987 ، فقد بدأت وانطلقت شرارة الانتفاضة الأولى في الضفة الغربية من مخيم بلاطة يوم الجمعة 11-12-1987، وبعد خطبة "صارخة "من إمام مسجد مخيم بلاطة القديم، استعرض فيها ممارسات الاحتلال الصهيوني المستمرة في المخيم منذ عدة أشهر ،والتى أدت لإصابة العديد من أهالي المخيم بالرصاص، وحالات متكررة لمنع التجول وعربدة لجنود حرس الحدود الاسرائيلي وصلت الى التحرش اللفظي بنساء المخيم العفيفات ،مما ألهب مشاعر المصلين وخرجوا من الصلاة؛ ليشتبكوا مع أول دورية راجلة للجيش الاسرائيلي، استشهد حينها ثلاثة من أبناء المخيم وأصيب أكثر من 20 آخرون، وهكذا انطلقت الانتفاضة في الضفة الغربية وما هي إلا أيام حتى أعلنت إنطلاقة حماس المباركة
وهكذا تطورت حماس تطوراً سريعاً ومتيناً فاجأ الصديق قبل العدو ، فمن الحجارة الى الزجاجات الحارقة والمولوتوف، ثم في شهر مايو 1988 كانت العبوة الناسفة الاولى لحماس في الضفة الغربية، للخلية التى ضمت كاتب هذه السطور وإخوة آخرون على رأسهم الشهيد يوسف السركجي، ثم أنشأت حماس كتائبها القسامية المظفرة، والتى طورت العمليات الاستشهادية ثم كانت الصواريخ التى دكت حصون الاعداء، واليوم أصبحت حماس جيشا لا يقهر بإذن الله، وما زالت الانطلاقة مستمرة حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة.