لماذا نشر الإعلام العبري خُطط حماس لأسر الجنود في هذا الوقت؟

د. ناصر ناصر

كاتب وباحث سياسي

بقلم:
ناصر ناصر  

18-1-2023

ما نشرته وسائل الإعلام حول خطط للمقاومة من أجل زيادة الغلة وإجبار العدو على عقد صفقة تبادل أسرى كما يحدث في الصراعات عمومًا، ومن أجل وقف تنكيل العدو بأسرى الشعب الفلسطيني وبعضهم منذ ثلاثين، وأربعين عامًا هو أمر يثير الإعجاب والتساؤل في آن واحد، فمن جهة واحدة يؤكد بأن المقاومة وعلى رأسها حماس -لفخر أبنائها وأسف آخرون- هي الجهة الوحيدة التي تعمل بجد وتتبنى قضية تحرير الأسرى كأولوية رغم ما حدث من تأخر الإنجاز .

ومن جهة أخرى يبرز التساؤل: لماذا نشر العدو بعض المعلومات وفي هذا التوقيت حول هذا الخصوص؟، وهنا يمكن القول بأن الاحتلال يقصد العديد من الرسائل ومنها:

أولاً: تحميل مسؤولية أي تصعيد على جبهة غزة لحماس وقياداتها في الخارج بالتحديد، من أجل تخفيف مسؤولية الاحتلال عن جرائمه بحق شعبنا عموما وبحق الأسرى خصوصا وتحديدا في قضية التوصل لصفقة تبادل أسرى.  

ثانيًا: محاولة دق الأسافين بين أبناء الشعب الواحد والحركة الواحدة وكأن قيادة الخارج هي من تدفع الداخل للقتال، وهو إسفين تقليدي ومكشوف، فشعبنا واحد وقضيته واحدة ولغزة الفخر في أنها تقود مشروع المقاومة، على كل تداعيات ذلك غُنمًا أو غُرمًا.

ثالثًا: محاولة تجريم وتعزيز حصار تحركات القادة الكبار أبو العبد هنية والشيخ صالح العاروري.  

أخيراً، تدرك قيادة المقاومة مدى صعوبة الطريق وتستعد دومًا لكل الاحتمالات والسيناريوهات من أجل تحقيق أهداف شعبنا العادلة ومنها قضية تحرير الأسرى الفلسطينيين دون تمييز بين فصيل وآخر، وهو أمر يستحق المزيد من التقدير والاحترام

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023