أجهزة الاستخبارات في "إسرائيل"..ما بين الوهم والأسطورة
مقدمة:
تحظى "أجهزة الاستخبارات" في كل دول العالم بمكانة خاصة داخل دوائر صنع القرار، يكاد لا ينافسها فيها أحد، وهي تتمتع بسلطات نافذة، وبتأثيرات حاسمة، وتحصل في معظم الأحيان على حصة الأسد من موازنات الدول وإمكاناتها التشغيلية، وهذا الاهتمام الفائق بتلك الأجهزة لا يأتي من فراغ، بل بسبب دورها المهم والمحوري في حماية أمن الدول، والمحافظة على مصالحها، بالإضافة إلى مساهمتها في عمليات التخطيط، لإدارة الأعمال العسكرية والسياسية والاقتصادية وتنظيمها، ولا سيما في أوقات الحروب والأزمات، وفي أحيان كثيرة تكون الاستخبارات ركناً أساسياً في صناعة القرارات الحاسمة والمفصلية في تاريخ الدول.
تُعَدّ "إسرائيل" من أكثر الدول التي تُولي أجهزة الاستخبارات التابعة لها عناية خاصة، وخصوصاً أنها تعيش في أزمات متتالية، وتخوض حروباً ونزاعات، في أكثر من صعيد، وهي تشعر على الدوام بأنها مهدَّدة في أمنها واستقرارها، وربما أكثر من ذلك في وجودها. وهذا الاهتمام مكّن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية من التفوّق على كثير من مثيلاتها حول العالم، وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط، التي تُعَدّ من أكثر الساحات اشتعالاً على صعيد الحرب الاستخبارية.
لكن في الأعوام الأخيرة، طرأ تغيّر نوعي وملحوظ، فيما يتعلق بعمل أجهزة استخبارات بعض الدول والجماعات في المنطقة، ولا سيما تلك المناهضة للمشروع الإسرائيلي، والتي باتت تواجهه بكفاءة عالية في الساحة التي كانت تُعَدّ ملكاً حصرياً له، وأصبحنا نرى ونسمع نجاحات كبيرة تحققها أجهزة استخبارات تلك الدول والجماعات، وهو ما يعني بالضرورة مزيداً من الإخفاق والفشل لأجهزة استخبارات العدو.
ونحن بدورنا، سنشير بشيء من التفصيل إلى المنظومة الاستخبارية في الكيان الصهيوني، ليس من أجل ترويجها طبعاً، وإنما من أجل معرفة أساليبها وأدواتها، وأخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهتها، والتصدّي لها، كلّ بحسب إمكاناته وقدراته، وحدود مسؤولياته.
لقراءة المزيد: أجهزة الاستخبارات في "إسرائيل"..ما بين الوهم والأسطورة