العراق ينفي قيام الولايات المتحدة بالضغط عليه لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"
موقع نتسيف نت



نفت الحكومة العراقية، يوم الاثنين، تعرضها لأي ضغوط أمريكية لدفع العراق إلى تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" مقابل حل أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار، وأوضحت أن زيارة وفدها لواشنطن تركزت على القضايا الاقتصادية.

وجاء النفي من نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين، في مؤتمر صحفي عقده ببغداد قبل إجباره على العودة بعد تعرضه لمشكلة صحية مفاجئة.

وقبل إجباره على وقف المؤتمر، قال إن "الحديث عن فرض شروط على الوفد العراقي الذي زار واشنطن، بما في ذلك التطبيع مع "إسرائيل"، غير صحيح"، مؤكدًا أنه "لا توجد شروط أمريكية بشأن قضية الدولار".

وقال أيضا: "لم نسمع من الأحزاب السياسية موضوع التطبيع مع "إسرائيل" في أي لقاء وهذا الخبر غير صحيح".
 وأضاف "الكل يعلم ما هو الموقف العراقي السياسي والعام الواضح من هذا الأمر (في إشارة إلى التطبيع مع "إسرائيل").

وكشف عن أن احتياطيات البنك المركزي العراقي من الدولار تجاوزت 100 مليار دولار، وأضاف أن الدولار ضرورة أساسية للتعامل في السوق العراقية واستمرار قوة الدينار العراقي.

ترأس نائب رئيس الوزراء العراقي وفد بلاده في الزيارة الأخيرة لواشنطن، حيث أجرى مباحثات مع مسؤولين أمريكيين في البيت الأبيض شملت قضايا إقليمية ودولية، في وقت تتنافس فيه الولايات المتحدة وإيران في آن واحد على النفوذ في الساحة العراقية.

ووجد العراق نفسه عالقًا في حالة من العداء بين حليفيه؛ بينما يكافح لتحقيق التوازن في علاقاته الخارجية بشكل عام، مع كل من واشنطن وطهران ودول الخليج، التي تحافظ على علاقات متوترة مع إيران بسبب أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

ورغم الجهود التي تقودها بغداد لتهدئة التوترات بين إيران والسعودية، فإن المفاوضات بين الجانبين ما زالت عالقة ولم تصل بعد إلى مستوى إنهاء التوترات واستئناف العلاقات الدبلوماسية.

وقال فؤاد حسين في المؤتمر الصحفي إن "الوفد العراقي الذي زار واشنطن مكون من قطاعات مختلفة والغرض من الزيارة لواشنطن يتعلق بالقطاع الاقتصادي".

وتابع: "السياسة النقدية كانت على جدول أعمال زيارة الوفد العراقي للولايات المتحدة، وناقشنا القضايا السياسية ومحاربة الفساد والعلاقات الإقليمية مع الجانب الأمريكي".

وفي إشارة إلى أزمة انهيار الدينار العراقي أمام صعود الدولار، أوضح أنه "مع تنفيذ المنصة الإلكترونية، أصبح من الواضح أن احتياجات السوق تختلف عن عملة الدفع".

ولفت إلى أن "نسبة الدولار مقابل الدينار في الاتجاه الصحيح ، والاستقرار متوقع للعملة (الدينار العراقي)".
 وأضاف: "إنها مسألة وقت ... لاحظنا ذلك قبل الرحلة لواشنطن ومع الخطوات التي اتخذها البنك المركزي ورئيس الوزراء والاجتماع في إسطنبول قبل زيارة الوفد لأمريكا توقف الدولار عن الارتفاع ".

وأنهى حديثه بالقول قبل أن يضطر إلى المغادرة؛ بسبب حالة طارئة صحية "إن موضوع تهريب الدولار ليس سببًا بل نتيجة، من خلال النظام الإلكتروني يصعب معرفة من يتسلم الدولار ومن هو المستفيد النهائي "، لافتًا إلى أن" المنصة الإلكترونية ستساعد في وقف تهريب الدولار، وهناك إنشاء منصة تتعامل مع الدولار أيضًا في المطارات والمعابر الحدودية.

من جانبها، اتهمت أطراف ومليشيات عراقية موالية لإيران وحتى لإيران نفسها الولايات المتحدة بالوقوف وراء انهيار قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، متحدثة عن مؤامرة أمريكية للسيطرة على الاقتصاد العراقي.

يذكر بأن واشنطن، قد فرضت قيودًا على 15 مصرفًا عراقيًا يشتبه في قيامها بتهريب دولارات لصالح إيران وعملائها؛ بهدف كبح تدفق الأموال التي تمول الأسلحة الإيرانية إلى عناصر في المنطقة.





جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023